"إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ
وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ".
أخرجه أحمد (2/358 ، رقم 8681) ، والترمذى (4/642 ، رقم 2466) ،
وقال : حسن غريب . والحاكم (2/481 ، رقم 3657) ، وقال : صحيح الإسناد .
وأخرجه أيضًا : ابن أبى شيبة (7/126 ، رقم 34699) ، وابن ماجه (2/1376 ،
رقم 4107) ، وابن حبان (2/119 ، رقم 393) وصححه الألباني في
"السلسلة الصحيحة" (3 / 346).
قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي
شرح جامع الترمذي": أَيْ تَفَرَّغْ عَنْ مُهِمَّاتِك لِعِبَادَتِي أَقْضِي مُهِمَّاتِك وَأُغْنِيك
عَنْ خَلْقِي, وَإِنْ لَا تَفْعَلْ مَلَأْت يَدَيْك شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَك أَيْ إِنْ لَمْ تَتَفَرَّغْ لِذَلِكَ
وَاشْتَغَلْت بِغَيْرِي لَمْ أَسُدَّ فَقْرَك لِأَنَّ الْخَلْقَ فُقَرَاءُ عَلَى الْإِطْلَاقِ فَتَزِيدُ فَقْرًا عَلَى فَقْرِك.
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ أَدْعُو بِهِنَّ قَالَ:
"تُسَبِّحِينَ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَشْرًا وَتَحْمَدِينَهُ عَشْرًا وَتُكَبِّرِينَهُ عَشْرًا ثُمَّ سَلِي حَاجَتَكِ فَإِنَّهُ
يَقُولُ قَدْ فَعَلْتُ قَدْ فَعَلْتُ".
أخرجه أحمد (3/120 ، رقم 12228) ،
والترمذى (2/347 ، رقم 481) وقال : حسن غريب .
والنسائى (3/51 ، رقم 1299) ، وابن خزيمة (2/31 ، رقم 850) ،
وابن حبان ( 5/353 ، رقم 2024) ، والحاكم (1/385 ، رقم 937)
وقال : صحيح على شرط مسلم . والضياء (4/353 ، رقم 1515)
وحسنه الألباني (صحيح الترمذي، رقم 481).
"أَكْثِرُوا مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا وَلَقِّنُوهَا مَوْتَاكُمْ".
أخرجه أبو يعلى (11/8 ، رقم 6147) ، وابن عدى
(4/ 103 ترجمة 953 ضمام بن إسماعيل) ، و****يب
(3/38) ، وابن عساكر (61/ 225) ، والرافعى (4/74)
وأخرجه أيضا: ابن حمصة في " جزء البطاقة " ( ق 69 / 1 ) ،
وحَسَّنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1 / 757).
علَّق العلامة الألباني رحمه الله على الحديث
في السلسلة الصحيحة (باختصار): والمراد بموتاكم: من حضره الموت لأنه
ما يزال في دار التكليف وأما تلقينه بعد الموت فلا فائدة منه وهي بدعة لم تَرِد
في السُّنَّة.
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ".
أخرجه أحمد (1/181 ، رقم 1565) ، وعبد بن حميد (ص 78 ، رقم 142) ،
ومسلم (1/290 ، رقم 386) ، وأبو داود (1/145 ، رقم 525) ،
والنسائى (2/26 ، رقم 679) ، وابن ماجه (1/238 ، رقم 721) ،
وابن خزيمة (1/220 ، رقم 421) ، وابن حبان (4/591 ، رقم 1693).
وأخرجه أيضًا : أبو يعلى (2/76 ، رقم 722) ، والطحاوى (1/145) ،
والبيهقى (1/410 ، رقم 1791).
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنَ الْأَسْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ قَالَ: عَمْرٌو وَابْنُ أَبِي عُمَرَ
عَلَى الصَّدَقَةِ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا لِي أُهْدِيَ لِي، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: "مَا بَالُ عَامِلٍ
أَبْعَثُهُ فَيَقُولُ هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي أَفَلَا قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ فِي بَيْتِ أُمِّهِ حَتَّى
يَنْظُرَ أَيُهْدَى إِلَيْهِ أَمْ لَا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَنَالُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا
جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةٌ
تَيْعِرُ" ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ" مَرَّتَيْنِ.
أخرجه أحمد (5/423 ، رقم 23646) ، والبخارى (6/2446 ، رقم 6260)
، ومسلم (3/1463 ، رقم 1832) ، وأبو داود (3/134 ، رقم 2946) .
وأخرجه أيضًا : الدارمى (2/304 ، رقم 2493) ، وأبو عوانة
(4/393 ، رقم 7066) ، والبيهقى (7/16 ، رقم 12953).
شرح الإمام النووي لصحيح مسلم: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ: بَيَانُ أَنَّ هَدَايَا الْعُمَّالِ حَرَامٌ وَغُلُولٌ،
لِأَنَّهُ خَانَ فِي وِلَايَتهِ وَأَمَانَتِه وَلِهَذَا ذَكَرَ فِي الْحَدِيث فِي عُقُوبَته وَحَمْله مَا أُهْدِيَ
إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة كَمَا ذَكَرَ مِثْله فِي الْغَالّ وَقَدْ بَيَّنَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفْس
الْحَدِيث السَّبَب فِي تَحْرِيم الْهَدِيَّة عَلَيْهِ وَأَنَّهَا بِسَبَبِ الْوِلَايَة بِخِلَافِ الْهَدِيَّة لِغَيْرِ
الْعَامِل فَإِنَّهَا مُسْتَحَبَّة.
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [/COLOR]"إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنْ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ
كَمَا تَتَخَلَّلُ الْبَقَرَةُ".
أخرجه أحمد (2/165 ، رقم 6543) ، وأبو داود (4/301 ، رقم 5005) ،
والترمذى (5/141 ، رقم 2853) وقال : حسن غريب . والبيهقى فى
شعب الإيمان (4/251 ، رقم 4972) . وأخرجه أيضًا : ابن أبى شيبة
(5/300 ، رقم 26297) وصححه الألباني (صحيح الترمذي، رقم 2853).
قال العلامة المباركفوري في "تحفة
الأحوذي بشرح جامع الترمذي": ( الْبَلِيغَ ) أَيْ الْمُبَالِغ فِي فَصَاحَةِ الْكَلَامِ
وَبَلَاغَتِهِ ( الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ ) أَيْ يَأْكُلُ بِلِسَانِهِ أَوْ يُدِيرُ لِسَانَهُ حَوْلَ أَسْنَانِهِ
مُبَالَغَةً فِي إِظْهَارِ بَلَاغَتِهِ وَبَيَانِهِ ( كَمَا تَتَخَلَّلُ الْبَقَرَةُ ) أَيْ بِلِسَانِهَا كَمَا فِي رِوَايَةٍ ,
قَالَ فِي النِّهَايَةِ : أَيْ يَتَشَدَّقُ فِي الْكَلَامِ بِلِسَانِهِ وَيَلُفُّهُ كَمَا تَلُفُّ الْبَقَرَةُ الْكَلَأَ بِلِسَانِهَا
لَفًّا اِنْتَهَى. وَخَصَّ الْبَقَرَةَ لِأَنَّ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ تَأْخُذُ النَّبَاتَ بِأَسْنَانِهَا وَهِيَ تَجْمَعُ بِلِسَانِهَا.
وَأَمَّا مَنْ بَلَاغَتُهُ خِلْقِيَّةٌ فَغَيْرُ مَبْغُوضٍ, كَذَا فِي السِّرَاجِ الْمُنِيرِ.
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ: "وَيْحَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ
مِرَارًا، إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا صَاحِبَهُ لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ فُلَانًا وَاللَّهُ
حَسِيبُهُ وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا أَحْسِبُهُ إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَاكَ كَذَا وَكَذَا".
أخرجه أحمد (5/45 ، رقم 20480) ، والبخارى (2/946 ، رقم 2519) ،
ومسلم (4/2296 ، رقم 3000) ، وأبو داود (4/254 ، رقم 4805) ،
وابن ماجه (2/1232 ، رقم 3744).
قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": قَوْله : ( وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّه أَحَدًا ):
أَيْ لَا أَقْطَع عَلَى عَاقِبَة أَحَد وَلَا ضَمِيره، لِأَنَّ ذَلِكَ مُغَيَّب عَنَّا, وَلَكِنْ أَحْسِب وَأَظُنّ
لِوُجُودِ الظَّاهِر الْمُقْتَضِي لِذَلِكَ. انتهى كلامه رحمه الله، معنى الحديث بشكل
عام أنه لا يجوز أن تمدح شخصا بدون القول: أحسب فلانا والله حسيبه ولا
أزكي على الله أحدا فأنت لا تعلم حقيقة الشخص بل الله جل وعلا يعلم ما تخفي
الأنفس فلعله لا يكون كما مدحته به.