ما كتبته كانت فكرة جابت مخيلتي أردت أن أخطها على الورق ارجوا أن تنال على إعجابكم
في إحدى الاحياء الراقية تقبع هناك أسرة صغيرة مكونه من أب وأم وطفلين لا يتجاوز عمر أكبرهم أربع سنوات
الأب راشد :أب يحب أولاده لكنه إنسان عصبي إنسان يشعر بالحنق من الدنيا وما فيها لا يعجبه شي يتمنى لو كانت له حياة أخرى لوكأن يعيش في مكان أخرى يريد أن يعيش بطريقة غير اعتيادية يرى أن الحياة الروتينية لا تناسبه أبدا
الأم سارة :سيدة تحب أسرتها وتفعل المستحيل لإسعاد الأسرة جل وقتها لزوجها وأولادها إنسانه متفانية طيبة خلوقه الكل يحبها لديها لسان عذب صبورة وقورة
الطفل وليد ليزال رضيع بينما منصور يبلغ أربع سنوات شقي وهو مصدر سعادة أمه دائما ما يقوم ببعض الحركات المضحكة المسلية
في المنزل تجلس سارة تشاهد التلفاز بينما تقوم بلعب مع منصور
يدخل راشد وكعادته عابس الوجه
تستقبله زوجته بابتسامة مرحبا, راشد كيف حالك؟؟ تعال وانظر إلى ما يفعله منصور انه شقي .وتضحك ضحك خفيفه بينما عينيها على منصور
راشد أرجوك اتركيني ألا تعرفي متى تصمتين ألا تري أني اشعر بالضيق
سارة : تنظر الى راشد بعيون حنونه :تفضل حبيبي ما بك لما الغضب افتح لي قلبك
راشد ينظر لها وقد نفذ صبره افففف منك ,لا تشبعين من الكلام ؟!سأصعد لكي ارتاح جهزي الغداء ونادي علي.
تشعر سارة ببعض الإحراج والحزن من كلام زوجها فهي لم تفعل به شي لماذا دائما يعاملها معاملة جافه
لقد كان إنسان محب في بداية زواجه لماذا تغير لماذا لم يعد مثل قبل
تذهب لكي تجهز الغداء وتضع الطعام على الطاولة
ثم تنادي عليه لينزل
ينزل راشد من فوق
ما أن رئى الغداء حتى شعر بالغضب فهو قد نوه عليها قبل أن يخرج بأنه يريد أكله معينه وهي لم تصنع له ما طلب ,
نظر إليها , الم اقل لكي أني أريد دجاج مشوي ؟؟لماذا طبخت لنا السمك ؟؟؟!!!
سارة : أسفه حبيبي لقد نفد الدجاج ولم اللحظ ذالك أرجوك اعذرني .
غضب راشد: نعم لم تلحظي لأنك مهمله ولا تنفعين لشيء سوى للثرثرة المملة
نظر لها نظر غضب ومشى باتجاه الباب يريد الخروج وهو يتحدث مع نفسه بصوت مرتفع
سارة: أين تذهب ألا ترى المطر ؟؟
راشد لا يأبه بكلامها ويخرج ليمشي تحت المطر دون شعور
لم يكن المطر غزير بالبداية إنما كانت تتساقط بعض القطرات
مشى راشد ولم يشعر بنفسه وبدء يلوم زوجته ويفكر أنها سبب تعاسته فهي إنسانه خالية من الحياة لا تعرف سوى أن تبقى وتربي الأولاد, وهو يريد أن يعيش يريد أن يتحرر أن يسعد بالحياة لأنه لن يعيشها سوى مرة واحد ليست مرتين
بينما هو يمشي لمح نصف درهم ساقط في الشارع تتساقط عليه قطرات المطر وقف لبرها وصوب نظره نحوه ثم مشى قليلا بخطوات بطيئة حتى وصل ثم انحنى كي يأخذ النصف درهم ثم التقطه ورفع قامته وبدء يقلبه بيديه ويتأمله كما لو انه يراه للمرة الأولى,
رفع رأسه قليلا ليرى السماء ويتأمل بقطرات المطر
لكنه شعر بان المطر بدء يغزر وانه لا يستطيع أن يعود للمنزل فرأى شجرة وقرر أن يجلس تحتها ليستريح ثم يعود للمنزل .
بينما هو جالس تحت الشجرة والمطر يهطل بدء يقلب نص الدرهم في يديه ويتأمله ويحدث نفسه قالا ما عادت له قيمة, ثم فجأة شعر انه يريد أن يعيش أحلام اليقضه فالجو يساعد على ذالك وسافر بفكره ماذا لو انه كان مزارعا فقيرة في ضواحي أفريقيا وبدء يتخيل ذالك ,
تخيل انه أب فقير لأسرة في أفريقيا وانه يسعى جاهدا لكي يعيل أطفاله
يكد طوال النهار ولا يستريح حتى غروب الشمس يعود منهكا لكي تناول بعض الرز المعصود
تخيل أن لديه طفل صغير مريض وهو مضطر أن يحمله للمستشفى التي تبعد مئات الكيلو مترات عن مقر سكنه
وانه ركب شاحنه مملئه بالناس الفقراء من أمثاله تأمل حوله ورئ البؤس يكسوا وجوه الجميع لقد تمادى بتخيله وشعر بنفسه كما لو انه يعيش اللحظة ,
وألقى بنظره إلى طفله المريض فنزلت دمعه من عينيه شفقه على حاله وبدء يحتضنه ويقبله
كانت الشاحنة تمشي في طريق غير معبده وكان الكل يهتزون عند سير الشاحنة
وصلت الشاحنة فنزل منها حاملا طفله المريض وقدم إلى صاحب الشاحنة نصف درهم ولم يبقى لدية شي
اخذ الطفل بين ذراعيه راكضا لعله يستطيع أن ينقضه ودخل إلى المستشفى بسرعة
نادى على الجميع وهو يصرخ راجوكم انقضوا طفلي .
في المستشفى حاول الأطباء أنقاض الطفل لكن دون جدوى فقد تخيل انه كان يعاني من مرضا معدي ومات الطفل بين ذرعي والده فبكى بحرقه . هكذا تخيل الوضع لقد وضع سيناريو لنفسه وتخيل كما لو انه يعيش الواقع .
بينما هو يبكي ويصرخ ,
فجأة هزت ر عشه جسده ايقضته على واقعه وأدرك انه ليزال في الامارات وان النصف درهم ليزال في يده
فشعر ينوعا من الراحة حاول أن يملئ رئته بالهواء وقبض على النصف درهم براحة يده كما لو انه كنزا ثمين .
شاح بنظره من جديد وسمع صوت بطنيه الجائع فهو لم يأكل منذ الصباح ,
وعاد مرة أخرى ليتخيل, تخيل ويعيش أحلام اليقضه وصنع لنفسه سيناريو أخر تخيل نفسه مشردا في شوارع لندن والمطر يهطل وان بيديه نصف درهم شعر بالجوع والبرد يخترق جسده ,
فكر ماذا سيفعل بنصف درهم بينما هو يفكر اشتمي رائحة الخبز الطازج
لكنه لا يملك غير نصف درهم فهل سيوفر له شيء
نظر حوله ورئ أن الشارع خالي من المارة ولا يوجد سوى بعض المتشردين الجائعين لمحا في زاوية الشارع رجلا مسن يحاول أن بدفي جسده بفركي يديه الاثنتين ,صوب نظره إلى الرجل وهو يمشي قاصدا المتجر
أكمل سيرة نحوى المحل ليشتري ما يسد رمقه
لكن فجاءه يصدمه طفلا صغير ليقع النصف درهم فيركض خلفه لكنه سقط في مجرى الماء
وسقط هو في بقعتي الماء المتراكمة وشعر بالبرودة كما لو انه فعلا يعيش اللحظة
فجأة يرتعش جسده ليستيقظ على واقع انه ليزال بالإمارات وان النصف درهم في يده , التفت حوله ليتأكد انه فعلا كان يعيش أحلام اليقظة .
شعر بالراحة من جديد وبدء بملاء رئته بالهواء متنفسا الصعداء
تأمل الجو ولحظ ان المطر توقف وانه يمكنه العودة إلى المنزل .
وقف مستندا بالشجرة التي كان تحتها وبدء , مدى يديه كما لو انه استيقظ من النوم
ومشى .
في الطريق اخذ يفكر بزوجته وأطفاله بحياته فحمد الله على النعمة, وانه في دولة بها النعم , ونظر الى النصف درهم التي بيده
ثم يبتسم وهو يفكر بحياته من زاوية أخرى لم يفكر بها من قبل .
وصل للبيت ووجد زوجته تنتظره
وعلامة القلق ناديه على وجهها
ما ان رئته حتى فرحت
فأخذها في حضنه واعتذر عن تصرفه
وسألها أن كان الغداء ليزال موجود هزت رأسها بالإيجاب.
راشد: حسنا حبيتي سوف اذهب لاستحمام وأغير ملابسي وانزل لتناول الغداء
صعد سلم للمنزل وهو يشعر بالرضا لان الله اختار له هذه الحياة الطيبة
وفي غرفة النوم فتح صندوق ساعته الثمينة ووضع فيها النصف درهم وأعاده لدرج وأغلق الدرج يبطئ
ثم غير ملابسه ونزل فحضتن طفله منصور وبدء يلاعبه ثم اقبل وهو يبتسم وجلس على كرسي الطعام
كانت سارة سعيدة بالتغير الذي طرأ على زوجها حاولت أن تستفسر منه لكنه رد عليها بابتسامه قائل: نصف درهم يا عزيزتي نصف درهم .
ارتسمت علامة التعجب على محياها
لكنها لم تعبئ المهم أن زوجها أصبح بمزاج رائع,
بينما هو يختلس النظر بين فترة وأخرى ويتأمل في زوجته
العزيزة .
مهم كانت حياتنا لا بد أن ننظر من زاوية أخرى كي نحياها بسعادة لا تحمل الآخرين سبب تعاستك أنت وحدك المسؤل عنها لأنك لم تحاول بطريق ايجابية للأشياء
نعمه وفضل من الكريم
احييك..
على هذه الكتابه المميزه وطريقة سردها
والأهم الحكمه من ورائها
على كل إنسان أن يبدأ بانتقاد نفسه وسلوكه ..
قبل ان ينتقد من حوله ..
وان يغير من نفسه قبل ان يطلب التغيير مِن مّن هم حوله
أحسنتِ