تخطى إلى المحتوى

هل رأيتم نقودا تداس ؟! 2024.

هل رأيتم نقودا تداس؟!
تقول :
أتتني فرحة مستبشرة،
تخرجت أخيرا من الثانوية، أين هديتي؟! وهدية أبي؟!
فأجبت: أبشري بكل خير.
ـ أمي كل مرة ترددين هذه العبارة ﻻ أرى أي خير.
لا أريد هذه العبارة التي يرددها العجائز، أنا أريد أفعالا.
ـ وما هو الفعل المناسب الذي يرضيك؟!!
ـ عصر هذا اليوم نذهب للسوق،وتشترين لي هديتي.
ـ وكم تتوقعين ستكلف هديتك؟
ـ طوال العام يا أمي وأنا أردد: حين أتخرج أريد حقيبة ماركة وحذاء ماركة، هل نسيت ؟!
ـ إذا اجعلي الحذاء علي، والحقيبة على والدك ،فدخله أكثر من دخلي.
وذهبت بي إلى مول أول مرة أراه في حياتي ، كأنه فندق ذو خمس نجوم،
وتساءلت أين نحن عن هذا المول الراقي؟!!
وعند أول محل عرفت لماذا نرتاد المول المعتاد الحار جوه الكئيب منظره.
حقيبة قد رفع قدرها ووضعت في صندوق زجاجي وعليه قفل،
فأدركت أن سبب حبسها دون بقية الحقائب هي لذنب اقترفته فاستحقت هذه العقوبة ،وحين تأملت بها لأعرف السبب، رأيت سعرها فبطل العجب، صدقوا أو لا تصدقوا :١٥٠ ألف ريال فقط لا غير.
مثلكم لم أصدق أنا ،نشف ريقي ،وهرولت جزعة إلى البائع ،لأتأكد من هذا الرقم، فأكده وبدم بارد وبنظرة ازدراء، وكأن البائع مليونير ابن مليونير وتعرض إلى شحاذة مثلي، و حسبه أن راتبي أضعاف أضعاف راتبه فلم هذا الازدراء ؟
– بنيتي هيا إلى الباب.
– أمي انتظري ليست كل المحلات بهذه الأسعار لا تخافي .
– اذا لا تتسبي برفع ضغطي ولا تحومي حولها.
وطرأت لي فكرة، لم لا أداعب زوجي بمزحة، وعبر الجوال:
ـ زوجي العزيز، منذ تزوجتك وأنت مديون و..
وقاطعني بحدته المعهودة : وهل استدنت المال لأفسد فيه، ألم يكن الدين لك ولأولادك؟!!
ـ نعم صدقت، ولكني تنازلت عن هدية صباحية الزواج، وأنجبت لك نصف دزينة من أولاد، ولم تعطني هدية قط ،الآن وجدت حقيبة رائعة ب ١٥٠ …
وقاطعني :اشتري منها اثنتين، تستاهلين.
-زوجي انها ١٥٠الف ريال.
فصعق :ماذا؟! لك خيارين ،إما أن تبيعي منزلنا، أو تبيعي أحد الآولاد. ثم أغلق الهاتف.
يا لرومانسية ذلك الرجل ،وبعد ذلك لا تريدوننا أن نصدق قصص الهواتف النقالة عن رومانسية الأزواج.
علقت ابنتي :أمي طوال حياته لم يشتر لك هدية قط ،وتريدين منه هذه الهدية يجب أن تبدئي بالتدريج.
– صدقت.
نحن في زمن يا سادة تتعلم الأم من ابنتها كيد النساء ،وفي زمن تغيرت به الأمثال، فأصغر منك بيوم أعلم منك بسنة،
توقفت ابنتي عند حقيبة :أمي هذه الحقيبة تصلح لك ،هي نوعك المفضل .وحملتها بيدي ،نالت إعجابي،
فلقد كانت من الجلد ،وصناعة راقية وفاخرة، رأت ابنتي شديد تعلقي بها
– أمي لماذا لا تشترينها؟! أنت موظفة، ولديك راتب، لماذا لا تهنأين بنعم الله المباحة ؟!
– صدقت يا ابنتي، طوال حياتي وأنا أربط الأحزمة وفي حالة تقشف. وحان وقت فك تلك اﻷحزمة .
فسألت عن سعرها فإذا هي ب ٢٠٠٠ ريال، فأسقطتها من يدي سريعا، وكأن نجاسة قد علقت بي.
فحاولت بي بنيتي :كل الموظفات يشترينها، فما هي قصتك يا أمي ؟!لماذا لا تكونين أنيقة؟!
– قصتي بنيتي أنني تزوجت والدك وعليه دين من زواجه بي، ثم اشترينا سيارة بالدين ثم دين آخر وسيارة للسائق ثم قضيت ٢٠ عاما أسدد دين البيت.
-إذا الآن هو الوقت المناسب.
-الآن نسدد دين سيارة أخيك وسيلحقه إخوته ثم سنزوجهم.
-إذا يا أمي ،إن شاء الله تشترينها بالجنة.
من قال لكم تنجبون نصف درزن ؟!!
أ ما كان من الأفضل لو أنجبتموني أنا فقط؟!.
دخلت بي إلى محل الأحذية، والتقطت حذاءً يشبه كثيرا حذائي الطبي الذي أرتديه .
وبكل ثقة أردفت :ماما أعطيني بطاقة البنك من فضلك.
-ألا يحق لي أن أعرف السعر ؟!).
وألقيت نظرة و…
-أو جننت ؟!!!هل تريدينني أن أشتري حذاءً ب ٢٠٠٠ ريال؟!!!
هل تعلمين ماذا تعني ٢٠٠٠ ريال إنها رواتب ٣ عاملات يعملن من الصباح إلى الليل.
كيف تجرئين على أن تدوسي بقدمك على ٢٠٠٠ ريال، هذه نعمة الله لا يجوز أن تداس ،وإلا سيعجل الله علينا بعقاب، هذا إسراف و………
وانقطعت عن هدير التأديب لأن الشخص المعني بالتأنيب ابنتي انسحبت من المحل بهدوء، وغادرت إلى السيارة غضبى .
أمسكت بفردة الحذاء، واجتاحتني رغبة أن أضرب بها رأس أحد، هل أضرب البائع؟!! مسكين ما دخله، أم أضرب العولمة التي اخترقت أبناءنا فأصبحوا متعلقين بالماديات والمظاهر ،أم أضرب بها رجال الأعمال الذين يتنافسون على جلب محلات الماركات التي أرهقت البلاد والعباد هدفا بالربح السريع والمريح ،ولم يفكروا يوما بإنشاء المشاريع الاستثمارية أو المصانع التي تستوعب العاطلين من أبنائنا، تعوذت بالله من الشيطان الرجيم وأرجعت الحذاء مكانه
وبعدها بيوم ،هاتفتني سفيرة المهام الصعبة أختي: أنت تقارنين ابنتك بك وبجيلك وبزمانك، هذا الحذاء ترتديه كل بنات العائلة، وهم أقل دخلا منكم ، اجبري بخاطرها فماذا تنتظر؟! فليس هناك في الأفق وظائف، ولا يوجد عرسان، وحتى بعد وفاتكم لن تحصل على إرث . أنت وعدتيها فالتزمي بوعدك.
يالها من طريقة للإقناع .
يا له من جيل يطالب بكل حقوقه، ويطالب بالتخفف من الواجبات،عكس جيلنا الذي كان لا حقوق له ويوعظ صبح مساء بواجباته.
اشتريت الحذاء، وفشلت كل محاولاتي في عدم البحلقة به.
فكلما انتعلته ،وكأنها تنتعل رئتاي ،
وكلما داست بقدمها ،كأنها تدوس على رئتاي فأكاد أختنق .
إنها تنتعل في كل قدم ١٠٠٠ ريال
فهل رأيتم نقودا تداس ؟!!.
بعد مرور عام ،أتتني ،وبغير استحياء:
ـ أمي ،لقد حصلت على امتياز، ورفعت رأسكم عاليا ،ألا أستحق حذاءً جديدا.
تأملتها، وحاولت أن أستجمع كل هدوء العالم، وأتذكر كل المحاضرات والدورات التربوية التي حضرتها، علها تسعفني برد.
ربت على كتفها: بنيتي ، أعتذرلا أستطيع أن أجاريك في جموحك لحب الماركات ،لذا أقترح عليك أن تنتظري وظيفة، فإن لم تجدي فانتظري عريسا، فإن لم تجدي فانتظري حافزا، وذلك هو أفضل الأحوال.

د بشرى عبدالله اللهو ..

حلو الموضوع تسلمين اختي

يعطيج العافية على الطرح حبوبة

هههههههههههه صدق هـ الماركات مخبله الناس

شكرا لكن

رووعه القصه لكن للاسف وااقع نعيشه

الله يعيننا على تربية اولادنا احسن تربيه

ولا تحرمينا من جديدك

بصـــــــــــــــراحه اسلوب الكتابه واااو الى الامام

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.