ليلة الإسراء والمعراج غير معلومة ، وغير معلوم شهرها ، ولم يصح أنها كانت ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، وحتى لو كانت هذه الليلة هي ليلة الإسراء والمعراج فتخصيص يومها بالصيام من بين سائر الأيام من البدع المنهي عنها ، لأن الله لا يعبد إلا بما شرع ، ولم يأت في شرع الله تخصيص هذا اليوم بصيام ، على أن الإنسان لو كان يصوم أياما معينة كيوم الاثنين والخميس من كل أسبوع ، فجاء هذا اليوم في يوم الاثنين والخميس فلا مانع من صيامه بهذه النية .
قال ابن القيم في (زاد المعاد) في شأن ليلة الإسراء نقلاً عن شيخه ابن تيمية:-
(لا يُعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها، ولهذا لا يُعرف أي ليلة كانت وإن كان الإسراء من أعظم فضائله صلى الله عليه وسلم ).
قال: (لم يقم دليل معلوم على شهرها، ولا على عشرها- أي في العشرة أيام التي وقعت فيها -، ولا على عينها، بل النقول في ذلك متقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به، ولا شرع للمسلمين تخصيص تلك الليلة بقيام ولا غيره) (زاد المعاد 1/ 57 ، 58 ط. الرسالة).
* أخيرا اعلم أنه لم يصح دليل على أن ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة السابع والعشرين من رجب وإن اشتهر بين الناس ذلك، والله أعلم.
نقلته للفائدة