تاريخ النشر: الأربعاء 24 نوفمبر 2024
خورشيد حرفوش
أندهش كلما أسمع أو أشاهد أو أقرأ التحذيرات الطبية من تناول مشروبات الطاقة متعددة الألوان والأصناف، وفي نفس الوقت ألمس إقبال المراهقين والشباب بل وكبار السن على تناولها، وهو ما يشجع شركات الإنتاج على التوسع والتفنن في إعلاناتها التجارية، وتتنافس فيما بينها للاستحواذ على أكبر شريحة ممكنة من فئات المستهلكين حتى أن بعضها يسوقها في مناسبات وأماكن تجمع عديدة بالمجان.
هذا الأسلوب يذكرني بتاجر المخدرات الذي يقدم للمراهق عديم الخبرة والتجربة أول جرعة مخدرة بالمجان نوعاً من سياسة «جر الرجل»، لأنه مطمئن وواثق من أنه سيأتيه في الغد رغماً عنه وزاحفاً على ركبتيه ، بل سيكون مستعداً في يوم من الأيام أن يدفع المبلغ الذي يطلبه، بل يتنازل عن أي شيء غالٍ في حياته في مقابل جرعة واحدة لن يتوقف عندها بكل تأكيد.
مشروبات الطاقة ممنوعة في بلدان كثيرة مثل كندا وأستراليا والنرويج والدانمارك وماليزيا وتايلند، وفي فرنسا لا تباع إلا في الصيدليات !.
.. ربما لا يدرك كثيرون أن هذه المشروبات ما هي إلا مواد صناعية كيميائية، ونسبة من الكافيين والتورين والنيوفيلين. تسبب خللاً في تفاعلات الجسم الداخلية، ينتج عنه خلل في وظائف الأعضاء، وعندما يبدأ الجسم في عدم التكيف مع المواد الطبيعية التي يفرزها والمسؤولة عن توازنه، يصبح في حاجة دائمة إلي هذا البديل الصناعي لدرجة تصل إلي حد الإدمان، مما ينتج عنه تهيج الجهاز العصبي وزيادة في ضربات القلب لاحتواء هذه المشروبات علي نسبة عالية من الأحماض الأمينية التي يصاحب تحولها بالجسم خروج مواد نيتروجينية تسبب الكثير من المتاعب والمخاطر للكبد والكلي وخللاً في توازن الدم، واضطراباً في الجهاز العصبي. وقد يصل الأمر إلي حد الإدمان. كما أنها تسبب السمنة لاحتوائها علي ماء الكربونات والسكر والجلوكوز سريع الاحتراق، كما تتمثل خطورتها في الاحتواء علي الملونات ومكسبات الطعم الصناعية الخطيرة، وهي في نفس الوقت مسببة لإدرار البول بشدة مما ينتج عنها جفاف الجسم خاصة لدى كبار السن، حيث لايحس الإنسان بالعطش إلا بعد فقده 5 لترات من السوائل.
وأكدت دراسات طبية عديدة أن من بين الأضرار التي يسببها ارتفاع مادة الكافيين في تلك المشروبات على المراهقين والأطفال ازدياد نبضات القلب عن المعدل الطبيعي، حيث تصل أحيانا إلى 150 نبضة في الدقيقة، إضافة إلى زيادة تدفق الدم للعضلات حيث تصل نسبة الكافيين إلى20 ضعفاً عما هو موجود في المشروبات الغازية. كما أن نسبة الكافيين المخدر ترتفع في كثير من الحالات لتصل إلى 80 ميلليجراما في علبة بحجم 100 ميلليجرام وهذه نسبة مخيفة، إلا أن بعض الشركات تتجنب ذكرها حتى لا تؤثر على حجم مبيعاتها.
ألم يحن الوقت بعد أن تقف الجهات الصحية المعنية بالرقابة الغذائية أمام هذه الحقائق التي يعرفها كثيرون – قبل أن أعرفها أنا بزمن طويل.