علمني حبّك..!
أن اكبر قبل الأوان..
علّمني كيف أعيد ترتيب أشيائي ..
وأسند الذات المنكفِئة على بعضي..
علّمني.. ألاّ أأتَمِن البحر على جسدي الطافي
وألاّ أتعلّق بأستار قشّة الغريق…
وكيف أذرف غصّة الملح المذاب في العينين.
علمني حبّك…!
كيف أنقذني من انكسارات بهرجتك
ومن سلوى الضياء المخمور في عقيق عينيك
أن أغتسل من ضُحاك المعتلّ البريق ..
وأقطع دابر دمك الموقوت في أبهري…
أن أمدّ أضوائي الى اللامنتهى
قبل اختناق قوس البصر بين حاجبيْ والعين..
علمني حبك:
ألا ارتضي بأنصاف الحلول
وألاّ أدمن أقراص الصبر
فعقائد الرضى فيّ قد تقهقرت..
وآلهة الحكمة قد تخلّت
وكواثر الخضوع فيّ قد نضبت……
علمني:
الا أقترب من حبّ زادني رَهقا …
ألا أتسرّب مثل وهمي..
أو أتكوّر مثل حزني…
أو أتبخر ، أتلاشى مثل دمعي..
ان لا أهِب الروح قربانا لضوء خافتٍ بعيد…
فوحدي من يعرف مواعيد الصحو ونبوءات الشروق
حبك علّمني..!
ان أتنشّق من رائحة جرحي إكسير البقاء
وكيف أصنع من حليب الوجع مراهم الشفاء..
ومن دقائق الرحيل الف بقاء.
ان أبرأ من سجع الذكرى ومن صوتي المبحوح الآه
وأن أقاوم صوتك الهادر في أمواج مسمعي…
وكيف أكتم شهقاتي التي ما استنفرت يوما إلا إليك…
علمني حبك:
ان لا استسلم لخيالي ..
وأبيت في انتظار طيفك السوّاح طويلا ..
و أرقب تحبّبا زحف تصحّري.
وعلّمني:
ان أُلقي بأثقالي على عاتق النسيان
وأخضّب هالتي بحنّاء الثبات
أن أرقِني في الليلة ألفاً
وأضرب حوليَ سورا من البركات
كي أتعافى منك ، من شوقي اليك..
من شغفي من أرقي..من قلقي عليك..
من سحائب الآه المعمّدة على سلاسل الكلام..
من حبر قلبي المهدور على أوراق اليَباس
ومن بيوت الشعر الخواء المنسوجة من قلق الوداد…
وكيف أفري قصائدي المعلّقة بأغصان ياء النداء…
وأنجو من نون النسوة المنقوشة ثرثراتٍ على ورق أنوثتي…
علمني:
ان اكفر بالحظّ..بالصدفة..بالاحتمالات ،
بالمنطق بخدع الألوان…
فوحدي من يجيد تلوين جداريات الليل بأزرق الصباح
ووحدي من يملك الحق في سكب باهت الألوان على لوحات ذاكرتي ..
علمني:
أن أكذّب طقوس الفال وفنون العرّافات
وألاّ أمتهن الخرافات…
وأن أنسى ذكرى ميلاد النبضة الأولى…
وأمنياتي التي أمست على عروشها خاويات.
حبّك علّمني :
علّمني أن أتحلل من قَسمي…
وأن أتوضأ من إثم ذكراك
وكيف اقيم جهرا صلوات العفاف
أن أتسامى…
أن أتطهر..أترهبن ، وأتبع ركب العذراوات..
لكنّ حبك يا قدّيس مهجتي علمني أشياء لست أنكرها..
علّمني كيف أُمسي عابدة في محراب اليقين والثبات
كيف أرفعُني عن اللَّغو مقاما
وأرتضي بقدري المشروخ النَّصيب
كيف أسامح..
كيف أطلب الغفران من رغبة عقابك
وأستغفر سرّا وجهرا..
لئلا ألوكك لحما محرّما عليّ في الغياب
لئلا ألوكك لحماً محرّماً في الغياب.
اشياءا ماكانت ابدا في الحسبااااااااااااااااان
رائعة شكرا لك اخيتي