تَارِكَ السَّيِّئَةِ الَّذِي لَا يَعْمَلُهَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ :
1- تَارَةً يَتْرُكُهَا لِلَّهِ فَهَذَا تَكْتُبُ لَهُ حَسَنَةٌ ، وَهَذَا عَمَلٌ ونِيَّة ؛ وَلِهَذَا جَاءَ أَنَّهُ يُكْتَبُ لَهُ حسنة، كما جاء فِي بَعْضِ أَلْفَاظِ الصَّحِيحِ : ( فَإِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّائِي)[رواه مسلم (129)] أَيْ: مِنْ أَجْلِي .
2- وَتَارَةً يَتْرُكُهَا نِسْيَانًا وذُهولا عَنْهَا، فَهَذَا لَا لَهُ ، وَلَا عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَنْوِ خَيْرًا وَلَا فَعَلَ شَرًّا .
3- وَتَارَةً يَتْرُكُهَا عَجْزًا وَكَسَلًا بَعْدَ السَّعْيِ فِي أَسْبَابِهَا وَالتَّلَبُّسِ بِمَا يُقَرِّبُ مِنْهَا ، فَهَذَا يَتَنَزَّلُ مَنْزِلَةَ فَاعِلِهَا ، كَمَا فِي حَدِيثِ ( إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ ) .
قيل : هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ ؟
قَالَ : ( إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ ) البخاري (31)، ومسلم (2888) . تفسير ابن كثير (3/379) باختصار.