فمن الطبيعي ان تختلف حاجة الطفل الى التغذية عن حاجة الكبير اليها فللغذاء عند الطفل وظيفتان، هما: النمو وأداء الوظائف الحيوية، أما عند الكبار فله وظيفة واحدة هي أداء الوظائف الحيوية الجسمية. ولكي يكون الغذاء قادراً على أداء هاتين المهمتين عند الطفل، يجب ان يكون كافياً من حيث الكمية ومحتوياً على العناصر اللازمة من حيث التركيب.
ولا شك ان أكثر أنواع الحليب ملاءمة للرضيع هو حليب الأم، فهو يتمتع بمزايا فريدة، وانه الغذاء الطبيعي الذي يناسب الطفل وليس بوسع أحد ان يدعي القدرة على تجهيز حليب يطابق حليب الأم في عناصره ومزاياه.
ولقد اهتم القدماء بالرضاعة الطبيعية، فيقال ان اليونان قبل الميلاد كانوا يجبرون الأمهات على ارضاع أطفالهن لأكثر من 3سنوات، ومن أغرب المجتمعات التي اهتمت بالرضاعة حتى سن البلوغ (الاسكيمو) فتصور أخي القارئ ان الطفل يرضع حتى سن 15عاماً، وربما لقلة الخضار والفواكه لديهم، حيث يعيشون على الألبان واللحوم والأسماك فقط في المناطق القطبية وان دل ذلك فإنما يدل على أهمية الرضاعة وحليب الأم.
فماذا يعطى الطفل في خلال الستة أشهر الأولى من العمر.
لقد كثر الحديث وتباينت الكتب وأفكار الأطباء عن بداية إعطاء الطفل المواد الأخرى غير الحليب، وحديثاً ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان حليب الأم كاف حتى سن الشهر السادس بل بدئ بالتركيز والتشجيع على الرضاعة الطبيعية وإفهام الأهل ان حليب الأم هو الغذاء الأساسي والرئيسي في هذا العمر، لما له من أهمية قصوى وفائدة من الناحية الصحية الجسمية والنفسية، لذا يفضل ان يعطى الطفل حليب الأم فقط حتى سن 6أشهر مع إمكانية إعطاء كمية من الماء في حالة الحر الشديد أو فقدان كمية من العرق خاصة في المناطق الحارة مثل منطقتنا في فصل الصيف ولكن هناك شروط لكي نبقي الطفل على حليب لمدة 6أشهر وهي:
1- التغذية السليمة وشرب السوائل المفيدة بالنسبة للأم.
2- الرضاعة الكافية والمشبعة للطفل وتفرغ الأم لطفلها ورعايته.
3- إراحة الأم نفسياً وخاصة من قبل الأب كي تستطيع إعطاء الحليب الكافي والمناسب.
4- ان يكون الطفل سليماً وينمو بشكل طبيعي ويحكم على ذلك الطبيب الذي يجب ان يتابع الطفل منذ ولادته، ويتأكد من نموه وخلوه من الأمراض التي قد تؤثر على صحته.
5- اتباع البرامج الصحية التثقيفية المعطاة من قبل المراكز أو المستشفيات عن كيفية الرضاعة والتحصينات والمتابعة المستمرة وما يتعلق بالأم والطفل.
كل تلك الشروط ضرورية للاستمرار على الرضاعة الطبيعية والآن سنعرج على الإجابة على سؤال متى نبدأ بإعطاء الطفل المواد الصلبة، وما هي هذه المواد، وفي الحقيقة فكرت كثيراً، هل نقيد الأم باتباع مواد معينة، وربما يضعنا في حرج حيث ان ليس كل إنسان قادراً على تجهيز أو احضار بعض المواد إما من الناحية المادية أو عدم اقتناعه بذلك، أو لربما يتعارض مع بعض النصائح من قبل بعض الأطباء أو ما في حكمهم لذا فضلت ان نذكر أمثلة عن بعض الأغذية والشائعة لدينا، ومتى يمكن اعطاؤها، مع أخذ عين الاعتبار ان هذه نصائح أقرب منها الى التعليمات الصارمة، ويجب ان تعلم الأم ان هناك اختلافا بين طفل وآخر، وبين موسم وآخر، وان تتبع الأم ما يمكن قدر المستطاع وحسب امكاناتها والمتيسر منها.
1- عصير البرتقال:
يمكن اعطاؤه الطفل من الشهر الثاني أو الثالث، ولكن مقدار ملعقة مخففة بالماء المعقم، ثم يزداد بالتدرج دون تخفيف حتى ملء فنجان القهوة، وهو مفيد للطفل لاحتوائه على فيتامين "ج" الذي يفتقر إليه الحليب، كما انه ملين، وبه نعود الطفل على الأخذ بالملعقة.
2- دقيق الحبوب:
مثل دقيق القمح والطحين والأرز والذرة والشعير مخلوطة أو بشكل منفرد. حيث يمكن اعطاؤه الطفل في الشهر الثالث، والدقيق مسحوق سريع الذوبان، إما ان يضاف الى الرضعة، أو يحضر بشكل المهلبية باستعمال الماء الساخن أو الحليب. وهو يوفر قدراً كبيراً من الطاقة، كما انه سهل البلع، ويمكن تحسين مذاقه بإضافة عصير الفواكه، كما يفيد الطفل في حالة القيء، لأنه طعام جامد يصمد في المعدة.
3- التفاح المبشور:
يمكن اعطاؤه في الشهر الثالث، ويحتوي على عنصر الحديد، وفيتامين ج، أ، ويساعد التفاح الطفل في تنظيم عملية الإخراج لاحتوائه مادة البكتين التي تفيد في حالات الإسهال، ومادة السيليوز التي تكون فضلات في الأمعاء فتساعد في حالات الإمساك.
4- مسحوق الحبوب الممزوج بالحليب المجفف:
ويعطي للطفل في الشهر الرابع من العمر، وهو سهل التحضير، والوجبة منه تشبع الطفل ويستسيغها كما انه مصدر مهم للطاقة، لأن فيه نسبة كبيرة من النشويات.
5- اللبن الرائب:
يعطى في الشهر الرابع، على ان يبدأ بالحبوب الممزوجة بالحليب أولاً، وهو غذاء مهم للطفل. لأنه يحتوي على خمائر حمضية تساعد الطفل في عملية الهضم، وتساعد الأمعاء في امتصاص الكالسيوم والفيتامينات.
6- مخلوط الفواكه:
يتكون من هرس التفاح والموز، ومن مسحوق الحبوب والبسكويت مع حليب أو عصير برتقال أو ليمون، ويتم مزجه بالخلط حتى يصبح مادة متجانسة لينة ويعطى للطفل في الشهر الخامس.
7- الموز:
يمكن اعطاؤه الطفل في الشهر السادس أو السابع مهروساً لوحده، أو كما ذكرنا مخلوطاً مع الفواكه الأخرى ومشكلته انه قد يسبب حساسية للأطفال وهو مفيد للأطفال لما يحتويه من مواد نشوية وهو غذاء جيد، ويحتوي على مادة البكتين والتي هي عبارة عن مادة قابضة تساعد الأطفال في حالات الإسهال.
8- شوربة الخضار:
وتعطى للطفل في الشهر الخامس وتتكون من البطاطا والجزر والكوسا، وتطبخ مع لحم الدجاج أو بدونه، ثم تخلط بالخلاط، وتعطى الطفل بالمعلقة وبكمية قليلة أولاً، وإذا لم يستسغها يمكن للأم ان تعيد الكرة بعد أيام ولا تيأس من تكرار ذلك بعد كل فترة. كما يمكن ان يعبأ في أكياس صغيرة ويوضع في الفريزر ليعطى كل مقدار منها كوجبة يومية بعد تسخينه.
9- صفار البيض دون بياضه:
يعطى في الشهر الخامس أما البيضة كاملة فيمكن اعطاؤها الطفل في الشهر العاشر. وبعد سلق البيضة، يمكن هرسها أو خلط صفار البيض بالحليب أو بمسحوق الحبوب الممزوج بالحليب.
10- المهلبية:
ويمكن اعطاؤها في الشهر السادس.
11- الكبدة:
يمكن ان تعطى في الشهر السادس أو السابع ولكن مرتين في الأسبوع، حيث تحتوي على الحديد والفيتامينات والبروتينات، وهي سهلة الهضم، ويمكن ان تعطى مسلوقة ومهروسة.
12- عصير الطماطم:
يعطى في الشهر السادس وبشكل تدريجي بين الوجبات، ويمكن تحضيره بنزع القشرة الحمراء ثم وضعها في الخلاط لاستبعاد البذور، ويستعمل العصير مخففاً بالماء في البداية.
13- شوربة الخضار الأكثر تنوعاً:
ويقصد بها التي تشبه المرق العادي حيث تحتوي على معظم الخضار بما فيها البصل والفاصوليا وغيرها ويمكن اعطاؤها الطفل في الشهر الثامن.
14- الأرز:
يمكن البدء باعطائه الطفل من الشهر السابع، ويعطى مهروساً وميزة الأرز انه يحتوى على مواد نشوية يحتاجها الطفل للطاقة كذلك يتعود على الأكل مع الأهل.
15- الجبن:
وهو يحتوي على الكالسيوم والفوسفور والبروتينات والمواد الدهنية، ويعطى في الشهر الثامن أو التاسع، ويمكن هرسه واعطاؤه بالملعقة.
وبعد اكمال الطفل السنة يمكن ان يشارك الأسرة في طعامها مع التأكيد على تناول الغذاء بشكل سليم وكاف والابتعاد عن المواد الغازية والحلويات بكثرة حيث ان تلك المواد تؤثرعلى شهية الطفل وتقلل من تناوله الغذاء الكامل مع الأهل مما يؤدي الى فقر دم لا سمح الله.
كذلك اعتماد الطفل على حليب الأم فقط بعد الشهر السادس يؤدي الى فقر الدم والكساح وتقل مناعة الطفل ويتعرض للأمراض المستمرة والمزمنة كما نركز على متابعة الأم مع طفلها افي لمراكز الصحية أو المستشفيات مع طبيب الأطفال كي يتحاشى بعض الأمراض التي يمكن علاجها مبكراً ويعطى النصائح أولاً بأول.