.gif "12 (76)")
رجل متزوج منذ زمن بعيد من الطراز القديم ، محافظ رغم الحداثة والتطور، يعيش بعيد عن المدينة وزحمتها مع زوجته عشبة ، وذات مرة زار المدينة وتجول فيها بصحبة احد احفاده فتعجب الرجل واعجبته المناظر العمرانية وتطورها واستغرب من المناظر البشرية ولحال الناس فيها وكيف اصبحوا فلاحظ الفرق بين حياته وحياتهم وخاصة بنات حواء ورجع الى داره وعلى الكثبان وتحت ضوء القمر جلس مع عشبة وهي تصب له القهوة فسالته عن احوال المدينة فقال لها المدينة كل يوم في تطور وازدهار وسالته عن بنات المدينة فضحك وقال تسأليني عن بنات المدينة ساخبرك عن بنت اعجبتني ( ويقصد فيها زوجته وقارن بينها وبين بنات المدينة ) وقال :
بنت للناس كخسوف القمر
ولبعلها مثل طلوع البدر
بنت مصانة نادرة كالدرر
مب معروضة للناس منظر
لي مشت جاورت الجدار
ماتوسطت الخلق تتبختر
عليها برقع وغشوة وخمار
تغطت باسود اللون تستتر
لي خطفت كانها ليل عبر
مب لابسة الوان تتمخطر
كانها بوقدح وقت المطر
وجهها يشع بالايمان منور
مب رسم والوان كانها جوكر
في مشيتها استقامة بيسر
مب تترنح في حالة سكر
قدوتها امهات المؤمنيين وتفتخر
ماتقلد وتتبع غيرهن من البشر
كما خلقها الله مومنة بالقدر
ماعندها شفط ونفخ وتغيير
ماتتمشى وعيونها تلف و تدور
ولاحاملة سنام البخت وجدور
ماعندها وصل ونمص مذكور
لاهي ملعونة ولامن بنات الفجور
متمسكة بالكتاب والسنة ماعليها شر
ساعية لرضا الرب ويبعد عنها الضر
في مشيتها ماتسمع طرق مسامير
مشيتها مشية طير على الشجر
ماتزاحم الرجال وتتوسطهم وتعبر
ولاتظهر لهم ساطعة مثل الانوار
كانها عارضة على منصة فخر
وكل يوم ظاهرة بشكل للحضور
ماتتخذ بيتها كانه فندق لمسافر
وماتتخذ من الاسواق لها مستقر
كل من يتقرب منها يخاطر
وتصير له صخر من جمر
وتزحر عليه نار ويصير منصهر
ولا ينال صفعة كف كانه اعصار
في دنيتي عشبة مااستبدلها باجمل زهر
زينتها ريحان وطيبها مسك وعنبر
عشبتي ربيع العمروالعين والنظر
عشبتي بالقلب لها عالي القدر
راضي عنها تشرح الصدر وقت السمر
بشارة الفردوس لها وعليها ثياب خضر
( هذه الدرة المكنونة )
بقلمي
.gif "44 (29)")
.gif "44 (30)")
هالرياييل والا بلاش ^^