الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين
الأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد؛
إن المتتبع للمنتديات في عالم النت وللمشاركين فيها يجد تباينا واضحا بينهم من حيث وضوح الرؤية حول الهدف من مشاركتهم في المنتديات
وحول وجودهم في المنتديات لذلك أحببنا أن نضع ميزانا ننطلق منه سوية لما فيه الخير لنا جميعا وهي في قواعد عشرة وضعتها لكم سائلا المولى العلي القدير أن ينفعنا وإياكم بها لذا نقول وبالله التوفيق:
مقدمة:
إن المسلمة عندما تقوم بأي عمل فلا بد له من أن تضع نصب عينيها مرضاة الله أولا وأخيرا
ومن هنا نقول إن المسلمة مسؤولة يوم القيامة عن وقتها وعن علمها وعن مالها وعن شبابها
وكل ذلك يندرج تحته مشاركاتنا في المنتديات وكتابتنا أو ردنا
ففيه نبذل وقتنا وفيه نقدم علمنا وفيه نبذل مالنا وفيه نحيى شبابنا
فهل فكرنا في ذلك وهل اإتبهنا اليه فإن عرفنا ذلك عرفنا ما المطلوب منا وعرفنا الاجابة النموذجية التي يجب أن تكون
فمشاركتنا في أي منتدى ومنها هذا المنتدى المبارك لا بد أن تكون ابتغاء لمرضاة الله
ولنصرف وقتنا وجهدنا ومالنا فيما يرضي الله وليكون شبابنا مبذولا لخدمة دين الله
كما أننا نقدم علمنا فيه لمن يحب ونسعى لنيل العلم والإرتقاء بانفسنا وسلوكنا
ونذكر في هذه الجوانب باحاديث لرسول الله عليه افضل الصلاة والسلام:
" انما الاعمال بالنيات وانما لكل امريء ما نوى"
وقوله " اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك"
فاذا كان انتسابنا لمثل هذه المنتديات للتسلية المباحة فهذا جائز فهو من باب التسلية المباحة طالما ابتعدنا عما يغضب وجه الله
وان كان من باب العلم وزيادة العلم وتقديم العلم فبها ونعمت
وان كان من باب تمضية الوقت بما ينفع فيامرحبا بذلك والى الجميع أقدم القواعد التالية لما قد ينفعنا في الدنيا والاخرة..
القواعد الذهبية للمشاركة في المنتديات:
القاعدة الاولى: مرضاة الله والحرص على أن يقبل العمل "الاخلاص والصواب":
ومن هنا نقول إن المشاركة في أي منتدى يجب أن تكون أولا من منطلق مرضاة الله
وعليه فان كل أقوالنا وأفعالنا فيه يجب أن تكون ضمن مراقبة الله في نفوسنا ولنعلم أننا مسؤولون عن الصغيرة والكبيرة
وحتى الكلمة التي نقولها
فلا ننسى حديث رسول الله لمعاذ عندما ساله" أوأنا مؤاخذون بما نتكلم به قال عليه السلام ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على ووجههم او قال على مناخرهم إلا حصائد السنتهم"
وفي الحديث الاخر " رب كلمة تقولها لا تلقي لها بالا تذبك في النار سبعين خريفا" فعلينا أن نراعي ذلك كله في مشاركاتنا وموضوعاتنا وردودنا لنسلم هذه القاعدة الاولى
القاعدة الثانية: أن نحرص على التعلم والتعليم:
فكل واحدة منا مهما وصل علمها فلا بد له أن تتعلم وكلنا نعلم تلك العبارة الجميلة " يبقى العالم عالما ما قال علمت فقد جهل"
فان حرصنا الاول أن نتعلم وأن نزيد في علمنا فإن العلم بحر أن أعطيته كلك أعطاك بعضه وإن أعطيته بعضك حرمك
وذاك الشافعي عندما مر على راع فقال له أهلا بمعلمي فاندهش الناس فقال لهم لقد علمني كيف أفرق بين أنثى الضبع وذكره فهو معلمي انظروا إلى الحرص على العلم هذا من باب التعلم والباب الثاني
فهو التعليم فان كان الله قد فتح عليك بشي من العلم فلا يجوز لك ان تبخل به على غيرك فان زكاة العلم تعليمه فكما ان للمال زكاة فهنا زكاة العلم وحتى لا تحرم الاجر حين تخفي ما منحك الله اياه من العلم.
القاعدة الثالثة احرصي على متابعة ما ينفعك في دنياك وآخرتك:
عند وجودنا في المنتديات نجد الكثير مما يطرح فتجدي بعضه ما يفيد والبعض الاخر وجوده كعدمه من حيث الفائدة
لذا لانك مسؤولة عن وقتك فاحرصي على متابعة ما ينفعك في دنياك وآخرتك لتنالي الخير العميم العظيم في الدنيا والاخرة
فتزداد علما وتاخذ أجرا وإياك ان تصرفي كل وقتك فيما لا طائلة منه ومما هو لهو الحديث فلا تنتفعي علما ولا تأخذي أجرا إن لم تاخذ وزرا وأنت لا تدري.
القاعدة الرابعة احرصي على أن تكوني نافعة لغيرك حيثما كنت في المنتدى:
وفي هذه القاعدة نذكر عدة أمور فان الواحدة منا تحرص أن يكون عملها مرضاة لربها
لذا فعليه ان يكون نافعا لغيره في أي شيء يقدمه فان كتبت موضوعا فاحرصي على أن يكون نافعا
وان كتبت ردا فاحرصي على ان يكون دافعا او موجها او شاكرا
وبذا أنت مقر لما جاء في الموضوع
وان كنت في "الشات" فاحرصي على نفعك لغيرك ولا تهدري وقتك في غير فائدة فانك مسؤولة عنه كما قررنا سابقا
وليكن ما يصبغك دائما هو نفعك لغيرك فتنالي محبة الله في علاه وتنال محبة خلقه في الدنيا.
القاعدة الخامسة حاولي أن تكتبي من أفكارك فذلك أنفع لك ولا تبخلي على غيرك بنقل ما قد يفيد مع عدم الاكثار من ذلك:
هذه القاعدة توجههنا إلى أن نبذل جهدنا لنزداد علما في أي مجال وفي كافة المجالات لنجني ثروة من العلم والمعرفة تعيننا على أن نكتب من افكارنا
لان ذلك سيكون أقرب الى قلب من يقرا فما كان من القلب وصل الى القلب وما كان من اللسان لم يتجاوز الاذان فان قرأت أكثر استطعت أن تكتب اكثر وفي كل مرة ستكتب
سيتطور اسلوبك طرديا مع زيادة ثقافتك ولعل أبلغ تعبير للثقافة هو ( ان تعرف كل شيء عن شيء وان تعرف بعض الشيء عن كل شيء)
لكن لا يمنع ذلك من أن تنقل مفيدا قرأته او سمعته ولم تستطعين أن تكتب مثله فلا بأس بذلك لكن دون اكثار منه
لئلا يمنعك ذلك من الكتابة من أفكارك لانك قد تركن الى النقل ويمنعك ذلك من تطوير نفسك وأسلوبك.
القاعدة السادسة: احرصي على انتقاء الألفاظ والعبارات فهي مفتاح القلوب:
عندما تكتب أو تردي على أحد فإنك كما أسلفنا نيتك أن ترضي ربك وتنفعي غيرك
فكيف يكون ذلك اذا لم تنتقي أفضل الكلام كما تنتقي أطايب الثمر
فان الكلمة هي سر مفتاح القلوب فاختاري السهل اللين من القول ولا توردي الثقيل الفاحش من الألفاظ
فالسهل أقرب إلى القلب والنفس،
والصعب الفاحش ينفر الناس منك ويبعدهم عن القراءة لك وبذا لا تتم الفائدة المرجوة.
القاعدة السابعة قراءتك لأفكار وموضوعات غيرك ولموضوعاتهم وردك على ما تقرإي هو رصيدك المعرفي الذي سيمنحك الثقة بنفسك ويعطيك القدرة على مجاراة غيرك:
عندما تحرصي على قراءة الموضوعات مهما كثرت وتنوعت ومحاولتك الرد ولو بشيء بسيط فإن كل هذا سيوجد عندك حصيلة معرفية قيمة تدفعك لمجاراة من هم معك
فلا تشعري بنقص عنهم ولا أنك دون مستواهم فكل واحد منا قادر على فعل ما لا يستطيع غيره على فعله " كل ميسر لما خلق له" فلا تستصغري نفسك فقد تستطيعين فعل شيء لا يستطيع غيرك مهما علا شانها في العلم أن تفعله فاحرصي على القراءة والرد فذلك خير معين لك لتحصيل المعرفة.
القاعدة الثامنة : لا تغتري بكثرة الزوار أو كثرة الردود وليكن همك القبول من الله وإيصال الخير:
كثير منا من يحرص على وجود رواد كثر لموضوعه او ردود كثيرة وتوقيعات تسجل في الرد على موضوعه
ولكن هل هذا هو الهدف المنشود فكم من رد قد لا يضيف جديدا
وكم من زائر دخل الى الموضوع فلم يقرا سوى العنوان وكم وكم
المهم في ذلك كله أن نوصل الخير لغيرنا وأن يكون هدفنا هو مرضاة الله
وإيصال العلم لمن يريده ويستحقه وأن نؤدي الأمانة التي في أعناقنا
عندها لن يهمنا كثرة الزوار ولا الردود بل سيكون همنا ماذا غير موضوعنا في سلوكيات وأفكار غيرنا وهذا المهم.
القاعدة التاسعة: حاولي أن تستقريء واقع العضوات عند الكتابة لأي موضوع لتكتب فيما يهمهم أو يؤثر فيهم:
عندما تفعلي ذلك فانك ستعرفين ماذا تكتبين لأنك ان كتبت ما يلامس واقعهم وحاجاتهم فانك ستصلين إلى هدفك الذي تريد وهو النفع لغيرك
وقبل ذلك ترضين ربك بان تكون عاملا مؤثرا في أمتك تعين على تغيير السوكيات والأفكار لتكون في نصابها الصحيح
فبذلك تكونين أنت عاملا مؤثرا في أمتك ويكون لك النفع في الدنيا والاخرة نفع لنفسك ونفع لغيرك فلا تطرح لهم نافلة المعلومة او المعلومات الكمالية
كما أحب ان أسميها بل أطرحي لهم ما هم بحاجة اليه ويمكنك استقراء الواقع من خلال الموضوعات المطروحة من العضوات
ومن خلال كلامهم في الشات عندها ستعرفين مستواهم الفكري ومستوى سلوكهم العام وستعرفين اهتماماتهم وتوجهها.
القاعدة العاشرة:احرصي على الدعاء فانه مفتاح كل خير:
وهنا الدعاء لنفسك عند الكتابة بان يفتح الله عليك فتحقق مرادك من مرضاة الله
والنفع لغيرك ثانيا الدعاء لغيرك ممن افادك او اوصل لك خيرا
والدعاء بظهر الغيب لغيرك كما هو معلوم هو دعاء لنفسك فان هناك ملك موكل بان يقول ولك بمثل ما دعوت لاخيك
فهل تريدين خيرا من ذلك ولنحرص على الدعاء في كل أمر فان الدعاء كما اخبر عنه عليه الصلاة والسلام هو العبادة" الدعاء هو العبادة"
وبعد ان وضعنا هذه القواعد العشرة
نسال الله أن ينفعنا وإياكم بها وأن ينفع بكم وأن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال وأن يجعل الله أعمالنا وأقوالنا مخلصة له ولا تنسونا من صالح دعائكم وبوركتم
<منقول>.