إلى موضع سجوده وهو قائم ، وإذا ركع ينظر إلى ظاهر القدم ، وإلى أرنبة أنفه وهو ساجد ، وإلى حجره ـ الحجر هو الحضن ـ وهو جالس بين السجدتين وإلى المنكبين ، وأحيانا يصلي الإنسان و على اليمين صديق له أو أخوه أو زوجته فيسلم ويقول السلام عليكم ورحمة الله وينظر إلى الحاضرين ويتأملهم ويتفحصهم وهو يسلم فهذه لا تجوز ، فمن آداب الصلاة أن ينظر أثناء التسليم إلى منكبيه ، أما أن يتفحص من هم في الغرفة قبل أن ينهي الصلاة ليس هذا من آداب الصلاة .
ثانيا ::
ودفع السعال ما استطاع ، والإنسان يستطيع أن يسعل لكن إذا كان من الممكن أن يتلافى السعال فالأدب يتلافى السعال ، وأحياناً يوجد بلغم في حنجرته ويستطيع أن يتابع الصلاة من دون أن يقتلعه من مكانه بنحنحة قوية ، فهذه النحنحة في أثناء الصلاة تشوش على المصلين وقد تدفع النفوس للاشمئزاز ، فدفع السعال والنحنحة ما استطاع، وكظم فمه عند التثاؤب .
وأحدهم سأل عن الرسول صلى الله عليه عندما كان يتثاءب أين يضع يده اليمنى أم اليسرى ، ولم يجد ذلك في كتب السنة ، فلما سأل العلماء قالوا : إن النبي صلى الله عليه ما تثاءب قط في كل حياته ، قال: التثاؤب من الشيطان والعطاس من الرحمن، والتثاؤب دليل الملل ، الضجر ، عدم المبالاة ، لكن نحن لا نقول للمؤمنين لا تتثاءبوا نقول إذا أمكن ادفع التثاؤب قدر الإمكان والدليل أن تكظم الفم والكظم هو الإغراق ، فأحياناً يشعر أن حنكه يرجف و يريد أن يتثاءب لكن حافظ على فمه مضغوطاً و هذا هو الأدب أما أن يفتح فمه كالمغارة فهذا لا يليق .
ثالثا:
، إذا قام الرجل إلى الصلاة أخرج كفيه من كميه ثم رفعهما حذاء أذنيه ، ثم كبر بلا مد ، المد في الأذان أما في التكبيرة فليس هناك مد ، ماضياً يعني نوى وكبر ويصح الشروع بكل ذكر خالصاً لله تعالى كسبحان الله ، ثم يضع يمينه على يساره محلقاً خنصره بإبهامه تحت سرته بعد التحريمة بلا مهلة مباشرةً ، مستفتحاً وهي أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك يستفتح الإمام ويستفتح المقتدي وكل مصلٍ ولو كان منفرداً ثم يتعوذ سراً ، ويسمي في كل ركعة بسم الله الرحمن الرحيم ، والأحناف يؤثرون أن تقرأ التسمية سراً ويسمي في كل ركعة قبل الفاتحة فقط ، ثم قرأ الفاتحة وأمم الإمام والمأموم أي آمين يقولها الإمام والمأموم سراً ، أما هذا الصوت المرتفع الذي يصم الآذان فهذا خلاف آداب الصلاة ، والآن نرجو من كل مصلٍ أن يقول آمين بصوت لا يكاد يسمع هكذا السنة وهكذا الأدب ، ثم يقرأ هذا الرجل سورة أو ثلاث آيات ثم يكبر رافعاً مطمئناً يتلو سبحان ربي العظيم ثلاث مرات ، مطمئناً مسوياً رأسه بعجزه على استقامة واحدة أخذاً ركبتيه بيديه مفرغاً أصابعه مسبحاً ثلاثاً سبحان ربي العظيم ثلاث مرات وذلك أدناه ، خمسة ـ تسعة
ثم يرفع رأسه ويطمئن قائماً ويقول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ولو كان إماماً أو منفرداً والمقتدي يكتفي بالتحميد فقط
ثم يكبر خاراً للسجود ثم يضع ركبتيه ثم يديه ثم وجهه بين كفيه ، ويسجد بأنفه وجبهته مطمئناً مسبحاً ثلاثاً ، ومعنى الاطمئنان ما يكون الركوع والسجود كنقر الديك أي ثلاث مرات سبحان ربي الأعلى ، وذلك أدناه ويجافي بطنه عن فخذيه ، ويبعد بطنه عن فخذيه وعضديه عن إبطيه في غير زحمة أما إذا في ازدحام فيجب أن تضم المرفقين إلى الإبطين لكن لا يوجد معك أحد في الغرفة ممكن أن تباعد بين الذراعين وتوجه أصابع اليدين والرجلين نحو القبلة ، والمرأة بالعكس تتجمع ولا تتباعد
ومن الآداب بأنه عندما يرفع رأسه مكبراً للنهوض يجب عليه الاعتماد على الأرض بيديه وبلا قعودٍ ، والركعة الثانية كالأولى إلا أنه لا يثني دعاء الثناء ولا يتعوذ ولكن يبسمل
والآن ويقرأ التشهد المعروف ويشير بالمسبحة في الشهادة يرفعها عند النفي لا إله إلا الله ، ويضعها عند الإثبات ، ولا يزيد على التشهد في القعـــود الأول وهو التحيات لله والصلوات الطيبات ، قعود الأول تشهد والقعود الثاني تشهد مع صلوات إبراهيمية
ويقرأ الفاتحة فيما بعد الأوليين في الركعة الثالثة والرابعة ثم يجلس فيقرأ التشهد ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يدعو بما يشبه القرآن والسنة رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، ثم يسلم يميناً ويساراً ويقول السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله
من محاضرة للشيخ محمد راتب النابلسي