هناك نوعين من المرض المزمن الذي يصيب الأمعاء والقولون، الأول يسمى القولون التقرحي ( Ulcerative colotis) من أعراضه المغص والإسهال المصحوب بالمخاط والدم وويصيب المريض على شكل موجات حادة من المرض.
والمرض الآخر هو مرض كرونز (Crohn’s Disease)وهو يصيب الأمعاء الدقيقة والمعدة والقولون بتقرحات طولية وقد يتسبب في انسدادات وتضيقات في الأمعاء الدقيقة وغالبا ما يصاب المرضى بالشق الشرجي وخراجات القولون وتتسم أعراضه بالإسهال المصحوب بالمخاط والدم أيضا وأعراضه تزداد شدة مع تقدم أيام المرض.
يتميز تنظير القولون عن الوسائل التشخيصية الأخرى مثل الأشعة فوق الصوتية والتصوير الإشعاعي المسمى بالملون بأن طبيب اختصاص الجهاز الهضمي الذي يجري المنظار يرى بعينه الحالة المرضية ويقوم بتصويرها بالألوان وكذلك تسجيلها على قرص مضغوط.
دور تنظيرالقولون في التشخيص:
في حال وجود الشك بإصابة المريض بإحدى أمراض القولون المزمنة يتم تنظير القولون جيدا حتى الوصول عبر صمام منطقة الأعور( السيكم- Caecum ) إلى الجزء الأسفل من المعي الدقيق والمسمى( إليوُم(Ilium – حيث يتم أخذ عدة عينات لفحصها تشريحيا تؤخذ من السطح الطبيعي وصولا إلى السطح المصاب.
إذا فإن تنظير القولون هو ضروري للحصول على تشخيص المرض المؤكد.
والتأكد من التشخيص التفريقي وتحديد مرحلة المرض ومن هنا تبرز أهمية التشخيص التفريقي في تحديد المرض التقرحي (UC) من مرض كرونز(CD) أو التهاب القولون المعدي.
وبالطبع هذا أكثر أهمية من منظار القولون في حالة متابعة الحالة العلاجية وفي حال تحديد مستقبل الإصابة المرضية.
لمنظار القولون أهمية كبرى في الإكتشاف المبكر لسرطان المستقيم والقولون وخاصة في حالة القولون التقرحي.تشير الإحصائيات إلى إصابة 57 ألف رجل وامرأة بسرطلن القولون سنويا في ألمانيا ( 14% من الرجال و 12% من النساء).
متى يتم اجراء تنظير القولون للمرضى التي تمت معاينتهم وتم تشخيص مرضهم؟؟؟
1- للمرضى المصابين بالإسهال الذي استمر لمدة أربعة أسابيع أو أكثر.
2- تمييز التغيرات في التهاب القولون ومتابعتها.
3- تحديد نشاط ومدى انتشار المرض.
4- عند ظهور أعراض مرضية جديدة مثل النزف في حال القولون التقرحي، آلام البطن الحاد والتقيؤ في حال مرض كرونز (Crohn’s Disease) .
5- قبل إجراء أي عملية علاجية بواسطة المنظار مثل توسيع التضيقات في حال مرض كرونز ( Crohn’s Disease) .
6- محاولة اكتشاف الإصابة المبكرة بالسرطان عند مرض القولون التقرحي ( UC).
إن نسبة الإصابة بالسرطان عند مرضى القولون التقرحي المصابين منذ عشر سنوات تصل إلى 2 % والنسبة للمرضى المصابين منذ عشرين سنة قد تصل إلى 25% ، بينما تصل إلى 30% عند المصابين منذ ثلاثين عاما.
هنا تبرز أهمية ملاحظة المرض والإكتشاف المبكر للإصابة بسرطان القولون وذلك بواسطة تنظير القولون.
يتم الإستغناء عن التشخيص بواسطة منظار القولون في حالة الإصابات في منطقة الأمعاء الدقيقة عند مرضى كرونز وعند فشل محاولات التشخيص بالوسائل الأخرى يتم استعمال كبسولة الكاميرا التي تبث صورا متعاقبة في الأمعاء الدقيقة الذي يصعب الوصول إليها بالمنظار.
لقد تم تطوير مناظير جديدة بداخلها بالون لتشخيص أمراض المعي الدقيق ولكن لصعوبة الفحص وللوقت الطويل المستخدم تفضل الكاميرا عنه.
د. فيصل عودة
استشاري الجهاز الهضمي والكبد