قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، و جمع له شمله، وأتته الدنيا و هي راغمة، و من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، و فرق عليه شمله ، و لم يأته من الدنيا إلا ما قدر له )
هذا حديث عظيم وجميل
عن النبي صلى الله عليه وسلم، يفرق فيه بين من كانت الدنيا همه، وكان مهموماً
منشغلاً بها، وبين من هو مشغول بأمر الآخرة، فهذا رزقه مقسوم،، وهذا رزقه مقسوم.
أما الأول: فهو من كانت الدنيا همه، فإن الله يفرق عليه أمره، ويجعله مشغولاً
بالدنيا، فإذا بها تشعبه في كل وديانها وسهولها.، وجبالها، وتتفرق به الأهواء
والمطامع في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: (وجعل الله فقره بين عينيه،) حتى إذ
امتلأت يداه مالاً فإن قلبه يمتلئ فقراً فيحس أنه فقير، ويشعر أن المال سوف ينتهي،
(ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له). وأما الآخر: فهو من كانت الآخرة همه، ونيته
رضا ربه سبحانه، فهذا قال عنه صلى الله عليه وسلم:
(جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه)، فإذا به غني القلب لا يهتم بهذه الدنيا، ولا يريد أن يتوسع فيها توسعاً
كبيراً، وإنما هو قانع برزق الله سبحانه الذي قد كفاه هذا الرزق،
(وأتته الدنيا وهي راغمة) أي: أتته الدنيا غصباً عنها؛ لأن الله كتب له رزقه أنه سيأتيه، فبحث عن
الزرق من الباب الحلال، فآتاه الله عز وجل به. …..
—
(( ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ))
بارك الله فيك~