تخطى إلى المحتوى

اذا وقع الذباب في اناء احدكم فان في احد جناحيه داء وفي الآخر دواء 2024.

اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَبَعْدُ؟ فَاُحَيِّيكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَوّلاً بِتَحِيَّةِ الْاِسْلَام اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَاَقُول؟ يُكْرَهُ اِفْشَاءُ السَّلَامِ عَلَى مَنْ يَذْكُرُ اسْمَ اللهِ؟ وَعَلَى مَنْ يَقْرَاُ الْقُرْآنَ؟وَعَلَى مَنْ يُؤَذّنُ لِلصَّلَاةِ؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ لَكِنْ لَابُدَّ مِنْ رَدِّ السَّلَامِ فِي كُلِّ الْحَالَات؟ لِاَنَّ رَدَّهُ فَرْضٌ؟ اِلَّا فِي حَالَةِ الصَّلَاة؟ فَيَجِبُ تَاْجِيلُ رَدِّهِ اِلَى مَابَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنَ الصَّلَاة؟ وَاِلَّا فَاِنَّ صَلَاتَكَ بَاطِلَةٌ اَخِي فِي حَالِ رَدَدْتَّ السَّلَامَ عَلَى مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ مِنْ خَارِجِ الصَّلَاة؟ كَذَلِكَ اَخِي هُنَاكَ اَوْرَادٌ تُقَالَ بَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنَ الصَّلَاة؟ وَمِنْهَا قَوْلُكَ مَثَلاً اَسْتَغْفِرُ اللهَ ثَلَاثَ مَرَّات؟ اَللَّهُمَّ اَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ يَاذَا الْجَلَالِ وَالْاِكْرَام اَللَّهُمَّ اَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِك؟ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير لَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِالله لَا اِلَهَ اِلَّا الله وَلَانَعْبُدُ اِلَّا اِيَّاه لَهُ النِّعْمَة وَلَهُ الْفَضْل وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَن لَا اِلَهَ اِلَّا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون اَللَّهُمَّ لَامَانِعَ لِمَا اَعْطَيْت وَلَامُعْطِيَ لِمَا مَنَعْت وَلَايَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدّ؟ ثُمَّ قِرَاءَةُ آيَةِ الْكُرْسِي؟ وَسُورَةِ الْاِخْلَاص؟ وَالْمُعَوِّذَتَيْن؟ ثُمَّ التَّسْبِيحُ ثَلَاثاً وَثَلَاثِين؟ وَكَذَلِكَ التَّحْمِيد؟ وَكَذَلِكَ التَّكْبِير؟ ثُمَّ قَوْلُكَ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه لَهُ الْمُلْك وَلَهُ الْحَمْد وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير؟ ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِي؟ ثُمَّ الدُّعَاء؟ فَلَا يَنْبَغِي لَكَ اَخِي اَنْ تَقُولَ فَوْراً وَبَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنَ الصَّلَاةِ وَرَاءَ الْاِمَامِ وَالتَّسْلِيمَتَيْنِ لِمَنْ بِجَانِبِكَ تَقَبَّلَ الله؟ بَلْ ضَعْ يَدَكَ فِي يَدِهِ فَقَطْ وَصَافِحْهُ دُونَ اَنْ تَقُولَ لَهُ شَيْئاً وَدُونَ اَنْ يَقُولَ لَكَ شَيْئاً هُوَ اَيْضاً لِاَنَّهُ مَشْغُولٌ بِهَذِهِ الْاَوْرَاد؟ وَيَنْبَغِي اَنْ تَكُونَ اَنْتَ اَيْضاً اَخِي مَشْغُولاً بِهَا؟ اِلَّا اِذَا كُنْتَ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ لِلْخُرُوجِ مِنَ الْمَسْجِدِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَوْراً فَاَشْغِلْ نَفْسَكَ بِهَا وَاَنْتَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ اِلَى اَنْ تَنْتَهِيَ مِنْهَا؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{وَاِذَا اَرَدْنَا اَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً اَمَّرْنَا(مُتْرَفِيهَا عَلَى النَّاسِ اسْتِدْرَاجاً اِلَى اِهْلَاكِنَا لَهُمْ لِاَنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ ذَلِكَ كَمَا سَيَاْتِي؟ وَفِي قِرَاءَةٍ اَيْضاً{اَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا؟ فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرَا(وَقَدْ سَاَلَنِي اَحَدُ الْاِخْوَةِ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ قَائِلاً؟ هَلْ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُنَا يُخَادِعُ النَّاسَ اِذَا اَرَادَ اَنْ يُهْلِكَ قَرْيَةً فَيَاْمُرُ بِطَاعَتِهِ فَلَا يُطِيعُونَهُ فَيُدَمِّرُهُمْ تَدْمِيراً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟عَلَيْكَ اَنْ تَعْلَمَ اَوّلاً؟ اَنَّ اِرَادَةَ اللهِ تَعَالَى اِرَادَةٌ عَادِلَةٌ حَكِيمَة وَلَيْسَتْ ظَالِمَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ اِرَادَةَ اللهِ تَعَالَى لَاتَتَعَلَّقُ بِالْمُسْتَحِيلِ عَقْلاً؟ وَاِنَّمَا تَتَعَلَّقُ بِالْجَائِزِ وُجُوداً اَوْ اِعْدَاماً؟ فَمَثَلاً تَعَلَّقَتْ اِرَادَةُ اللهِ تَعَالَى بِوُجُودِي وَوُجُودِكَ؟ وَتَعَلَّقَتْ اِرَادَةُ اللهِ تَعَالَى اَيْضاً بِاَنَّنَا سَنَمُوتُ ثُمَّ سَنُبْعَث؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَاِرَادَةُ اللهِ تَعَالَى تَعَلَّقَتْ بِهَذِهِ الْاَشْيَاء؟ لَكِنْ لَاتَتَعَلَّقُ اِرَادَةُ اللهِ بِالْمُسْتَحِيل وَاِنْ كَانَ لَايُعْجِزُهُ شَيْءٌ سُبْحَانَه؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ هَذَا الشَّيْءُ مُسْتَحِيلاً فَلَا شَيْءَ مُسْتَحِيلٌ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ اَبَداً؟ فَمَثَلاً لَاتَتَعَلَّقُ اِرَادَةُ اللهِ بِاَنْ يَكُونَ لَهُ شَرِيك وَلَوْ اَرَادَ لَفَعَل؟ لَكِنْ اِرَادَةُ اللهِ تَعَالَى لَاتَتَعَلَّقُ بِذَلِك؟ فَحِينَمَا يَاْمُرُ سُبْحَانَهُ قَرْيَةً مِنَ الْقُرَى اَنْ تَتَّقِيَ اللهَ وَلَاسِيَّمَا الْمُتْرَفِينَ فِيهَا؟ فَذَلِكَ لِاَنَّ التَّرَفَ مَرَضٌ يُؤَدِّي اِلَى التَّرَهُّلِ وَاِلَى عَدَمِ تَحَمُّلِ اَيَّةِ مَسْؤُولِيَّةٍ مِنَ الْمَسْؤُولِيَّات؟ وَلِذَلِكَ الَّذِينَ حَارَبُوا دَعَوَاتِ الرُّسُلِ وَحَارَبُوا كَذَلِكَ كُلَّ مَنْ يَدْعُو اِلَى اللهِ تَعَالَى هُمُ الْمُتْرَفُون؟ وَلِذَلِكَ{اِذَا اَرَدْنَا اَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً اَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا(بِمَعْنَى نُكَرِّرُ عَلَيْهِمُ الْاَمْرَ بِاَنْ يَسْتَجِيبُوا لِلهِ وَرَسُولِهِ؟ وَاَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا اَيْضاً بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْنَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَر؟ وَكَمْ يُتْلَى الْقُرْآن؟ وَكَمْ يُسْمَعُ فِي الْعَالَمِ كُلّهِ الْمَلِيءِ بِالْمُتْرَفِينَ وَمَااَكْثَرَهُمْ فِي هَذِهِ الْاَيَّام؟ وَمَااَكْثَرَ الْمَحَطَّاتِ الْاِذَاعِيَّةِ وَالتَّلْفَزَةِ الْفَضَائِيَّةِ وَالْاِنْتِرْنِتِّ الَّتِي تَتْلُو الْقُرْآنَ عَلَى الْمُتْرَفِينَ وَغَيْرِهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ تَرَفٌ لَامَثِيلَ لَهُ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْكَمَالِيَّاتِ وَالْجِنْسِ؟ حَتَّى اَدَّى بِهِمُ التَّرَفُ الْجِنْسِيُّ اِلَى اِبَاحَةِ الْجِنْسِ بِكُلِّ اَنْوَاعِهِ السَّادِيِّ وَالْمِثْلِيِّ الْمُقْرِف؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَايُوجَدُ فِي اَيَّامِنَا كِتَابٌ سَمَاوِيٌّ يُقْرَاُ وَيُتْلَى كَالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الَّذِي يَاْمُرُ هَؤُلَاءِ الْمُتْرَفِينَ بِطَاعَةِ اللهِ فِيمَا اَمَر وَالِانْتِهَاءِ عَمَّا نَهَا عَنْهُ وَزَجَر؟ وَلِذَلِكَ هَذَا الْقُرْآنُ حِينَمَا يُتْلَى عَلَى هَؤُلَاءِ النَّاسِ؟ فَاِنَّهُ يُكَرِّرُ الْمَوَاعِظَ؟ وَيُكَرِّرُ التَّهْدِيدَ؟ وَيُكَرِّرُ التَّرْهِيبَ؟ وَيُكَرِّرُ التَّنْبِيهَ؟ وَيُكَرِّرُ التَّرْغِيب؟ وَلَكِنَّ الْمُتْرَفِينَ آذَانُهُمْ صُمٌّ؟ وَعُيُونُهُمْ عُمْيٌ؟ وَقُلُوبُهُمْ غُلْفٌ؟ فَلَا يَسْتَمِعُونَ؟ وَلَا يَلْتَفِتُونَ اِلَى ذَلِكَ؟ فَمَاذَا تَكُونُ النَّتِيجَة{اَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا(بِمَعْنَى اَنَّهُمْ كُلَّمَا اسْتَمَعُوا اِلَى آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ فَسَقُوا اَكْثَرَ فَاَكْثَر{فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ(أيْ عَلَى الْقَرْيَةِ وَاَهْلِهَا{فَدَمَّرْنَاهَا(لَيْسَ دَمَّرْنَاهَا فَقَطْ بَلْ{دَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرَا(أيْ دَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً لَايَبْقَى مَعَهُ شَيْءٌ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَنَحْنُ مَاْمُورُونَ بِتَقْوَى الله؟ مَاْمُورُونَ بِاَنْ نَسْتَجِيبَ لِاَمْرِ الله؟ مَاْمُورُونَ اَنْ نُلَبِّيَ اَمْرَ الله؟ فَاِذَا اَمَرَنَا بِشَيْءٍ نَاْتِيه؟ وَاِذَا نَهَانَا عَنْ شَيْءٍ نَنْتَهِي عَنْهُ؟ وَبِذَلِكَ تَكُونُ صِلَتُنَا بِاللهِ قَوِيَّة؟ فَاِذَا قُلْنَا يَارَبّ اِسْتَجَابَ اللهُ تَعَالَى دُعَاءَنَا؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَدْ سَاَلَنِي اَحَدُ الْاِخْوَةِ الشِّيعَةِ عَنْ حَدِيثٍ يُطْلَقُ عَلَيْهِ حَدِيثُ الذُّبَاب؟ وَهُوَ مَارَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَاَبُو دَاوُودَ وَاَحْمَدُ وَالْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى عَنْ اَبُو هُرَيْرَةَ وَاَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا اَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال[اِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي اِنَاءِ اَحَدِكُمْ؟ فَاِنَّ فِي اَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءٌ؟ وَفِي الْآخَرِ شِفَاء؟ وَاِنَّهُ يَتَّقِي بِجَنَاحِهِ الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ؟ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ(صَدَقَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اِنَّهُ حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِه؟ لَكِنْ بَعْضُ النَّاسِ دَائِماً يُسَارِعُونَ فِي الْحُكْمِ عَلَى اَشْيَاءَ يَجْهَلُونَهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَهَذَا الْحَدِيثُ اَخَذَ ضَجَّةً كَبِيرَةً فِي السِّتِّينِيَّاتِ مِنَ الْقَرْنِ الْمَاضِي فِي مِصْرَ وَفِي غَيْرِهَا حِينَمَا نَشَرَتْهُ مَجَلَّةُ الْعَرَبِي وَخَاصَّةً عِنْدَ الشِّيعَة؟ حِينَمَا شَنَّعُوا عَلَى اَبُو هُرَيْرَةَ رِوَايَتَهُ لِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللهِ؟ وَقَالُوا هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللهِ مِثْلَ هَذَا الْكَلَام؟ لَكِنَّهُمْ خَابُوا وَخَسِرُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اِنْ لَمْ يَتُوبُوا؟ لِاَنَّ التَّحَالِيلَ الْمِخْبَرِيَّةَ وَالتَّجَارِبَ الْعِلْمِيَّةَ فِي اَيَّامِنَا وَالَّتِي لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ؟ اَثْبَتَتْ اَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ صَحِيحٌ مِائَة فِي الْمِائَة؟ فَمِنْ اَيْنَ اَتَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ وَحَدِيثِ الْاِنَاءِ الَّذِي وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ فَاَمَرَ بِغَسْلِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ اِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَابِ اِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ عِنْدِ اللهِ سُبْحَانَه وتعالى؟ وَمَاالَّذِي اَدْرَى رَسُولَ اللهِ بِجُرْثُومَةِ الْيَرَقَانِ الَّتِي لَايَقْضِي عَلَيْهَا اِلَّا الْغَسِيلُ بِالتُّرَابِ اِنْ لَمْ يَكُنْ اَدْرَاهُ بِذَلِكَ سُبْحَانَه؟ وَلَابُدَّ لَنَا قَبْلَ اَنْ نُتَابِعَ الْكَلَامَ عَلَى حَدِيثِ الذُّبَابِ؟ اَنْ نَشْرَحَ اَلْفَاظَهُ اَوّلاً؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِائَة فِي الْمِائَة بِاتِّفَاقِ اَهْلِ الْحَدِيثِ جَمِيعاً؟ وَبِاتِّفَاقِ عُلَمَاءِ مُصْطَلَحِ الْحَدِيثِ رَحِمَهُمُ الله؟ اَنَّهُ حَدِيثٌ صَحِيحٌ؟ رَوَاهُ الْاَئِمَّةُ الْعِظَامُ فِي الْحَدِيثِ؟ وَهُمُ الْاِمَامُ الْبُخَارِي؟ وَالْاِمَامُ اَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ؟ وَاَبُو دَاوُودَ؟ وَالْبَيْهَقِيّ؟ عَنْ صَحَابِيَّيْنِ جَلِيلَيْنِ هُمَا اَبُو هُرَيْرَةَ؟ وَاَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رضي الله عنهما؟ نَعَمْ اَخِي؟ يَقُولُ الْحَدِيثُ الشَّرِيف[اِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي اِنَاءِ اَحَدِكُمْ(وَالْاِنَاءُ هُوَ مَايُوضَعُ فِيهِ الطَّعَامُ اَوِ الشَّرَاب؟ وَيَجِبُ اَنْ تَنْتَبِهَ هُنَا اَخِي جَيِّداً؟ اَنَّ الْاِنَاءَ الْمَقْصُودَ؟ لَيْسَ فَارِغاً؟ وَاِنّمَا فِيهِ طَعَامٌ اَوْ فِيهِ شَرَابٌ؟ اَوْ كِلَيْهِمَا مَعاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَبْلَ اَنْ يُوَجِّهَنَا رَسُولُ اللهِ اِلَى الْاِرْشَادَاتِ الصِّحِّيَّةِ الْمَطْلُوبَةِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ؟ يُخْبِرُنَا اَوّلاً عَنْ هَذِهِ الْحَقِيقَةِ وَيَقُول[فَاِنَّ فِي اَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءٌ؟ وَفِي الْآخَرِ شِفَاء(نَعَمْ اَخِي؟ جَنَاحٌ فِيهِ الدَّاءُ؟ وَجَنَاحٌ فِيهِ الشِّفَاء[وَاِنَّهُ يَتَّقِي(بِمَعْنَى اَنَّ الذُّبَابَ يَحْمِي نَفْسَهُ وَيُدَافِعُ عَنْهَا؟ لِيَتَخَلَّصَ مِنْ لُزُوجَةِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَحَرَارَتِهِمَا وَلَصْقِهِمَا عَلَى جِسْمِهِ؟ حِينَمَا يُلْقِي اَوّلاً بِجَنَاحِهِ الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ فِي الطَّعَامِ؟ لِاَنَّهُ يَظُنُّ حِينَمَا يَلْتَصِقُ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ؟ اَنَّ هَذَا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ هُوَ ضِفْدَعٌ مَدَّ لِسَانَهُ؟ اَوْ عَنْكَبُوتٌ مَدَّتْ شَبَكَتَهَا؟ لِتَنْقَضَّ عَلَيْهِ؟ فَتَحْصَلُ عِنْدَ الذُّبَابِ رَدَّةُ فِعْلٍ عَنِيفَةٍ؟ يَتَخَلَّصُ عَلَى اَثَرِهَا مِنْ جَنَاحِهِ الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ؟ لِيَتْرُكَهُ لِعَدُوِّهِ الْمُفْتَرِسِ؟ وَيَنْجُوَ بِنَفْسِهِ؟ وَلِذَلِكَ يَنْبَغِي عَلَى صَاحِبِ الطَّعَامِ؟ اَنْ يَغْمِسَ الذُّبَابَةَ بِسُرْعَةٍ فِي الطَّعَامِ؟ قَبْلَ اَنْ تَنْجُوَ بِنَفْسِهَا وَلَاتَتْرُكَ لَهُ اِلَّا الدَّاءَ فِي الطَّعَام وَيُحْرَمَ مِنَ الْجَنَاحِ الْآخَرِ الَّذِي فِيهِ الشِّفَاءُ كَمَا سَيَاْتِي؟ نَعَمْ اَخِي؟ كَمَا اَنَّ النَّحْلَةَ تُلْقِي بِسُمُومِهَا عَلَى مَنْ يَتَحَرَّشُ بِهَا؟ فَتَنْخَلِعُ اِبْرَتُهَا الْمَسْمُومَةُ عَنْ جِسْمِهَا؟ مِمَّا يُكَلّفُهَا حَيَاتَهَا؟ فَتَمُوتُ وَهِيَ تَظُنُّ اَنَّهَا بِذَلِكَ تَحْمِي نَفْسَهَا وَتُدَافِعُ عَنْهَا؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ عَنِ الذُّبَابِ الَّذِي يَقَعُ فِي الطَّعَامِ اَوِ الشَّرَابِ[فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ(لِاَنَّهُ اِذَا اسْتَطَاعَ اَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ لُزُوجَةِ الطَّعَامِ اَوِ الشَّرَابِ وَلَصْقِهِمَا وَسُخُونَتِهِمَا؟ فَاِنَّهُ لَايُبْقِي فِيهِمَا اِلَّا الدَّاء؟ مِمَّا يُؤَدِّي اِلَى حِرْمَانِ الطَّعَامِ مِنَ التُّرْيَاقِ الْمُعَالِجِ لِهَذَا الدَّاءِ وَالْمَوْجُودِ فِي الْجَنَاحِ الْآخَر؟ فَيُصْبِحُ الطَّعَامُ اَوِ الشَّرَابُ بِذَلِكَ غَيْرَ صَالِحٍ لِلْاَكْلِ اَوِ لِلشُّرْب؟ نَعَمْ اَخِي صَاحِبَ الْاِنَاء؟عَلَيْكَ اَنْ تَغْمِسَ الذُّبَابَةَ كُلَّهَا فِي هَذَا الْاِنَاء؟ حَتَّى يَبْقَى الَّطَعَامُ صَالِحاً لِلْاَكْلِ؟ وَالشَّرَابُ صَالِحاً لِلشُّرْبِ؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَ طَعَاماً فَاخِراً؟ خَسِرْتَ عَلَيْهِ اَمْوَالاً كَثِيرَةً؟ وَتَعِبْتَ فِي طَبْخِهِ وَتَحْضِيرِهِ وَتَزْيِينِهِ بِاللَّوْزِ وَالصَّنَوْبَرِ وَالزَّبِيبِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْاَطْعِمَةِ الْبَاهِظَةِ الثَّمَن؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الرَّسُولَ هُنَا لَايُرِيدُ اَنْ يَحْرِمَكَ بَرَكَةَ هَذَا الطَّعَامِ الْفَاخِرِ بِسَبَبِ ذُبَابَةٍ رَخِيصَةٍ وَقَعَتْ عَلَيْه؟ وَلِذَلِكَ اَرْشَدَكَ هَذَا الْاِرْشَادَ الصِّحِّيَّ؟ حَتَّى لَاتُصَابَ بِاللَّوْعَةِ عَلَى طَعَامِكَ؟ وَخَاصَّةً فِي الْبِلَادِ الَّتِي يَكْثُرُ فِيهَا الذُّبَابُ وَالْبَعُوضُ وَالْحَشَرَات؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدْ اَخَذَ هَذَا الْحَدِيثُ ضَجَّةً كَبِيرَةً فِي الْقَرْنِ الْمَاضِي؟ فَمِنْ اَيْنَ اَتَتْ هَذِهِ الضَّجَّةُ؟ وَمِنْ اَيْنَ تَاْتِي فِي اَيَّامِنَا اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ مَعَ الْاَسَف اِلَى الْآن؟ اِذَا قَرَاْتَ عَلَيْهِمْ هَذَا الْحَدِيثَ وَاَمْثَالَهُ؟ يَقُولُونَ اِنَّ الْعِلْمَ لَمْ يَكْتَشِفْ ذَلِكَ؟ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ رَسُولَ الْاِسْلَامِ هُوَ الَّذِي قَالَهُ؟ وَاَمَّا مَايَقُولُهُ الْغَرْبُ الصَّلِيبِيُّ مِنْ خُرَافَاتٍ وَلَوْ كَانَتْ مِنْ بَابِ الْخَيَالِ الْعِلْمِيّ؟ فَاِنَّ الْمَحْسُوبِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ مَعَ الْاَسَف؟ يُسَارِعُونَ اِلَى تَصْدِيقِهَا بِسُرْعَةٍ خَيَالِيَّةٍ اَسْرَعَ مِنْ لَمْحِ الْبَصَر؟ سَوَاءٌ اكْتَشَفَ الْعِلْمُ ذَلِكَ اَوْ لَمْ يَكْتَشِفْهُ؟ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ دَائِماً يُحِبُّونَ اَنْ يُلَمِّعُوا صُورَةَ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ اَمَامَ النَّاس؟ وَلَايُحِبُّونَ اَنْ يُلَمِّعُوا صُورَةَ الْاِسْلَامِ وَلَاصُورَةَ نَبِيِّ الْاِسْلَامِ؟ اِلَّا بِوَصْفِهِ دِيناً اِرْهَابِيّاً مُتَطَرِّفاً ظَلَامِيّاً يُحَرِّضُ عَلَى الْعُنْفِ وَعَلَى الْكَرَاهِيَةِ؟ مَعَ اَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول {وَيَاْبَى اللهُ اِلَّا اَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون(فَكَيْفَ يَكُونُ نُورُ اللهِ الْاِسْلَامِي ظَلَاماً فِي نَظَرِ هَؤُلاَء؟ فَلَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِينَ عَلَى هَكَذَا اُنَاسٍ ظَلَامِيِّينَ مَحْسُوبِينَ عَلَى الْاِسْلَام {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِاَفْوَاهِهِمْ(لِاَنَّهُمْ فِي حَقِيقَتِهِمْ اِمَّا اَنَّهُمْ يَكْرَهُونَ الْاِسْلَامَ وَيَحْقِدُونَ عَلَيْهِ؟ اَوْ اَنَّهُمْ يَجْهَلُونَ الْاِسْلَام؟ بَلْ اِنَّكَ اَخِي لَاتَجِدُ شَيْئاً مِمَّا يُسَمُّونَهُ تَرْبِيَةً حَدِيثَةً اِلَّا وَقَدْ سَبَقَهُمْ اِلَيْهِ الْاِسْلَامُ مُنْذُ نَشْاَتِهِ وَقَبْلَ اَنْ يَكْتَشِفُوهُ بِمِئَاتِ السِّنِين؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ اَنْ يَظْهَرَ الْاِسْلَامُ بِرَوْنَقِهِ وَضِيَائِهِ؟ وَلَا اَنْ يُسَلّطُوا عَلَيْهِ ضَوْءاً مِنْ اَضْوَائِهِمُ الْكَاشِفَةِ؟ اِلَّا مَايَكْشِفُ عَنْ حِقْدِهِمْ وَغَدْرِهِمْ وَخِيَانَتِهِمْ لِهَذَا الدِّينِ الْعَظِيمِ وَاَتْبَاعِه؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْقُرْآنُ الْكَرِيمُ كُلُّهُ بِمَا فِيهِ مِنْ جَمِيعِ سُوَرِهِ وَآيَاتِهِ؟ ثَابِتٌ ثُبُوتاً قَطْعِيّاً وَبِدَرَجَةٍ وَاحِدَة؟ فَلَا يَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَقُولَ هَذِهِ الْآيَةُ اَصَحُّ مِنْ هَذِهِ الْآيَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ لَا اَنْتَ وَلَا نَحْنُ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَقُولَ ذَلِكَ وَاِلَّا كَفَرْنَا بِاللهِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ كُلَّهُ مِنْ حَيْثُ الْاِثْبَات؟ ثَبَتَ بِالتَّوَاتُرِ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ قَطْعِيَّة؟ وَاَمَّا الْاَحَادِيثُ الشَّرِيفَةُ فَفِيهَا كَلَامٌ غَيْرُ هَذَا الْكَلَام؟ فَمِنْهَا الصَّحِيحُ؟ وَمِنْهَا الْمَكْذُوبُ؟ وَمِنْهَا الضَّعِيفُ؟ وَمِنْهَا الْقَوِيُّ؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ لَكِنْ حِينَمَا يَتَّفِقُ عُلَمَاءُ الْحَدِيثِ عَلَى اَنَّ حَدِيثَ الذُّبَابِ حَدِيثٌ صَحِيحٌ؟ ثُمَّ نَاْتِي وَنَقُولُ اِنَّ الْعِلْمَ لَمْ يَكْتَشِفْ ذَلِكَ بَعْدُ؟ فَهَلْ نَجْعَلُ الْعِلْمَ حَكَماً عَلَى اللهِ وَرَسُولِه؟ مَاهَذِهِ الْوَقَاحَة وَالصَّفَاقَة الْحَقِيرَة الَّتِي وَصَلْنَا اِلَيْهَا؟ وَهَلْ مَاجَاءَ فِي نُصُوصٍ قَطْعِيَّةٍ فِيهَا قَالَ الله وَفِيهَا قَالَ رَسُولُ الله؟هَلْ ذَلِكَ كُلُّهُ يَتَعَارَضُ مَعَ الْعِلْم؟ طَبْعاً لَا وَهَذَا شَيْءٌ مُسْتَحِيل؟ وَنَحْنُ كَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة نَسْمَعُ جَمِيعاً عَنْ وُجُودِ حَقَائِقَ عِلْمِيَّة؟ لَكِنَّنَا نَسْمَعُ اَيْضاً عَنْ وُجُودِ نَظَرِيَّاتٍ عِلْمِيَّة؟ وَهَذِهِ النَّظَرِيَّاتُ قَابِلَةٌ لِلتَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيلِ يَوْماً بَعْدَ يَوْم وَلَاتَثْبُتُ عَلَى حَال؟ وَذَلِكَ وَاضِحٌ فِي الْاُمُورِ الْفِكْرِيَّةِ؟ فَتَرَى اَخِي دَائِماً نَظَرِيَّاتٍ مُخْتَلِفَةً تَقَعُ الْخُصُومَاتُ وَالْخِلَافَاتُ بَيْنَ النَّاسِ بِسَبَبِهَا؟ فَمَثَلاً بِالنِّسْبَةِ لِلِاقْتِصَادِ؟ تَرَاهُمْ يَخْتَلِفُونَ وَيَقُولُونَ هَذِهِ نَظَرِيَّةٌ اقْتِصَادِيَّةٌ رَاْسُمَالِيَّة؟ هَذِهِ نَظَرِيَّةٌ اقْتِصَادِيَّةٌ اشْتِرَاكِيَّة؟ هَذِهِ نَظَرِيَّةٌ اقْتِصَادِيَّةٌ اِسْلَامِيَّة؟ هَذِهِ نَظَرِيَّةٌ فِي الِاقْتِصَادِ الْمُوَجَّه؟ هَذِهِ نَظَرِيَّةٌ فِي الِاقْتِصَادِ الْحُرّ؟ ثُمَّ تَرَى الْخُصُومَاتِ عَلَى اَشُدِّهَا وَمَااَكْثَرَهَا بَيْنَ اَصْحَابِ هَذِهِ النَّظَرِيَّات؟ لِاَنَّهَا تَعْتَمِدُ عَلَى تَفْكِيرِ الْاِنْسَانِ النَّاقِص؟ وَالْكَمَالُ لِلهِ وَحْدَهُ فِي النَّظَرِيَّةِ الِاقْتِصَادِيَّةِ الْاِسْلَامِيَّةِ الَّتِي يَرْفُضُونَهَا؟ وَاَمَّا الْاُمُورُ التَّجْرِيبِيَّةُ؟ فَلَايَخْتَلِفُونَ فِيهَا؟ فَهَلْ سَمِعْتَ اَحَداً مِنَ النَّاسِ اَخِي قَالَ عَنِ الْكَهْرَبَاءِ مَثَلاً اَنَّهُ كَهْرَبَاءٌ اشْتِرَاكِيّ؟ اَوْ كَهْرَبَاءٌ رَاْسُمَالِيّ؟ اَوْ كَهْرَبَاءٌ اِسْلَامِيّ؟ اَوْ كَهْرَبَاءٌ مُوَجَّهٌ؟ اَوْ غَيْرُ مُوَجَّه؟ فَهَذِهِ الْاُمُورُ التَّجْرِيبِيَّةُ يَتَّفِقُ عَلَيْهَا الْجَمِيع؟ وَاِنَّمَا الْخِلَافَاتُ تَكُونُ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِاَيِّ شَيْءٍ مِنْ فِكْرِ الْاِنْسَان؟ فَحِينَمَا يَقُولُ النَّاسُ عَنْ حَدِيثِ الذُّبَابِ اَنَّ الْعِلْمَ لَمْ يَكْتَشِفْهُ؟ فَاِنَّنَا نَقُولُ لَهُمْ؟ وَحَتَّى وَلَوْ لَمْ يَكْتَشِفْهُ الْعِلْمُ كَمَا تَزْعُمُون؟ فَمَا اَدْرَاكُمْ؟ فَرُبَّمَا يَكْتَشِفُهُ الْعِلْمُ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ اَوِ الْبَعِيد؟ وَمَنْ قَالَ لَكُمْ اَنَّ الْعِلْمَ الْآنَ فِي اَيَّامِنَا قَدِ اكْتَشَفَ كُلَّ شَيْء؟ اَنْتُمْ وَاهِمُون؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي اَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ اَنَّهُ الْحَقّ(نَعَمْ؟ وَاِذَا كَانَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ قَدْ اَطْلَعَهُ رَبُّهُ عَلَى شَيْءٍ بَسِيطٍ جِدّاً مِنْ اَسْرَارِهِ الَّتِي يَضَعُهَا فِي اَضْعَفِ مَخْلُوقَاتِهِ كَالذُّبَابِ وَغَيْرِهِ؟ فَلَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ؟ وَلَاغَيْرُهُ مِنَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ وَلَوِ اجْتَمَعُوا جَمِيعاً؟ قَادِرُونَ اِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى سَبِيلاً{اِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَه(وَلَا فَاطِمَةُ؟ وَلَا الْحَسَنُ؟ وَلَا الْحُسَيْنُ؟ وَلَا الْاَئِمَّةُ الِاثْنَا عَشَرِيَّة؟ وَلَا مُوسَى؟ وَلَاعِيسَى اِلَّا بِاِذْنِ الله{وَاِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَايَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ؟ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوب؟ مَاقَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ(نَعَمْ اَخِي؟ وَسَتَبْقَى الْحَرَكَاتُ الْعِلْمِيَّةُ وَاكْتِشَافَاتُهَا الْجَدِيدَةُ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ قَائِمَةً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ وَخَاصَّةً فِي اَيَّامِنَا؟ حَيْثُ صَارَ فِيهَا مَايُسَمَّى طَفْرَاتٍ سَرِيعَة؟ فَتَرَى اَخِي اَشْيَاءَ مَاكُنْتَ تَسْمَعُ عَنْهَا؟ وَلَوْ كُنْتَ تَعِيشُ فِي الْقَرْنِ الْمَاضِي مَثَلاً وَتَسْمَعُ عَنْهَا؟ فَاِنَّكَ رُبَّمَا تَقُولُ عَنْهَا اِنَّهَا خُرَافَةٌ لَااَصْلَ لَهَا؟ وَلَكِنَّهَا فِي اَيَّامِنَا اَصْبَحَتْ حَقِيقَةً مَلْمُوسَة؟ فَمَثَلاً لَوْ اَنَّكَ اَخِي قُلْتَ لِاِنْسَانٍ مَا مِنَ الشِّيعَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْجِيلِ الْقَدِيمِ مِمَّنْ كَانُوا يَعِيشُونَ فِي سِتِّينِيَّاتِ الْقَرْنِ الْمَاضِي؟ اَنَّهُ اَصْبَحَ بِالْاِمْكَانِ جَمْعُ الْعَالَمِ كُلَّهِ وَاخْتِصَارُهُ فِي قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ عَبْرَ جِهَازٍ صَغِيرٍ يَحْمِلُ بَرَامِجَ مُحَادَثَةٍ مِثْلَ وُوتْسْ اَبْ وَفَايْبَرْ وَسْكَايْ بِي وَيَاهُو وَهُوتْمِلْ وَغَيْرِهَا؟ وَيُمْكِنُكَ مِنْ خِلَالِهَا اَنْ تَتَحَدَّثَ اِلَى اَمْرِيكَا وَتُشَاهِدَ الشَّخْصَ الَّذِي تَتَحَدَّثُ مَعَهُ صُورَةً وَصَوْتاً؟ فَمَاذَا سَيَقُولُ لَكَ مَنْ عَاشَ فِي الْقَرْنِ الْمَاضِي فِي السِّتِّينِيَّات؟ بِالتَّاْكِيدِ اِنَّهُ سَيَقُولُ لَكَ لَقَدْ فَقَدْتَّ عَقْلَكَ وَلَنْ يُصَدِّقَكَ وَلَنْ يُصَدِّقَ حَدِيثَ الذُّبَابِ اَيْضاً لِاَنَّ الْعِلْمَ لَمْ يَكْتَشِفْ ذَلِكَ بَعْدُ بِرَاْيِهِ الْغَبِيّ؟ لَكِنْ هَلْ هَذِهِ حُجَّةٌ مَقْبُولَةٌ عِنْدَ الله؟ فَاِذَا كَانَتْ حُجَّةً مَقْبُولَةً فَعَلَيْنَا اَنْ نَتَوَقَّفَ عَنِ الْاِيمَانِ بِالْجِنِّ وَالْمَلَائِكَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ الْغَيْبِيَّةِ؟ لِاَنَّ الْعِلْمَ لَمْ يَكْتَشِفْ ذَلِكَ بَعْدُ؟ فَهَلْ يَقُولُ بِهَذَا الْكَلَامِ عَاقِلٌ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَهَلِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَنْتَظِرُونَ الْعِلْمَ لِيَكْتَشِفَ وُجُودَ الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ حَتَّى يُؤْمِنُوا بِهِمَا؟ اَتَحَدَّاكَ اَخِي؟ لِاَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِوُجُودِ الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ وَاِنْ كَانَ اِيمَاناً غَيْرَ صَحِيحٍ؟ لِاَنَّهُمْ بَنَوْهُ عَلَى اَسَاسٍ بَاطِلٍ مَعْدُومٍ مِنَ الْاِيمَانِ الصَّحِيحِ وَالْاِسْلَامِ وَاَرْكَانِهِمَا؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الْجِيلَ الْقَدِيمَ رُبَّمَا لَايُصَدِّقُ مُايَسْمَعُهُ مِنْ هَذِهِ الْمُكْتَشَفَاتِ وَالِاخْتِرَاعَات؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا؟ فَاِنَّ كُلَّ مَانَسْمَعُهُ صِرْنَا نُصَدِّقُهُ بِسَبَبِ مَا حَصَلَ فِيهَا مِنْ طَفْرَاتٍ عِلْمِيَّةٍ سَرِيعَة؟وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّنَا لَانُخْضِعُ النَّصَّ الْقُرْآنِيَّ اَوِ النَّبَوِيَّ لِاَيِّ اكْتِشَافٍ عِلْمِيٍّ سَوَاءٌ حَصَلَ اَوْ لَمْ يَحْصَلْ؟ وَلِذَلِك فَاِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ اَخَذَ جِدَالاً كَبِيراً بَيْنَ عُلَمَاءِ الشَّرْعِ وَهُمْ عُلَمَاءُ الْحَدِيثِ؟ وَبَيْنَ الْفَرِيقِ الَّذِي يُعَارِضُهُمْ؟ وَكَانَ الرَّدُّ عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُعَارِضِينَ مِنَ الشِّيعَةِ وَغَيْرِهِمْ قَدِيماً وَحَدِيثاً؟ فَقَدِيماً مَثَلاً؟ اَلْعَالِمُ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ الله؟ رَدَّ عَلَى هَؤُلَاءِ وَقَال؟ زَعَمُوا اَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ وَهُوَ حَدِيثُ الذُّبَابِ لَيْسَ صَحِيحاً لِمَاذَا؟ قَالُوا كَيْفَ يَكُونُ فِي جِسْمِ الْاِنْسَانِ اَوِ الْحَيَوَانِ اَوِ الْبَعُوضَةِ اَوِ الذُّبَابَةِ جُزْءٌ فِيهِ دَاءٌ وَجُزْءٌ فِيهِ شِفَاءٌ وَهُمَا مُتَضَارِبَانِ وَمُتَضَادَّانِ ضِدَّ بَعْضِهِمَا؟ ثُمَّ هَذِهِ الذُّبَابَةُ كَيْفَ بِهَا تَهْتَدِي اِلَى اَنْ تَضَعَ اَوّلاً الْجَنَاحَ الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ وَمَاغَايَتُهَا مِنْ ذَلِك؟ وَكَيْفَ يَكُونُ الدَّاءُ وَالدَّوَاءُ فِي جِسْمٍ وَاحِد؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ اَوّلاً مَاقَالَهُ اَحَدُ الشَّعَرَاء؟ لِكُلِّ شَيْءٍ ضِدَّهُ مِنْ جِنْسِهِ؟ حَتَّى الْحَدِيدُ سَطَا عَلَيْهِ الْمَبْرَدُ؟ ثُمَّ نَقُول؟ جِسْمُ الْاِنْسَانِ وَالْحَيَوَان فِيهِ مُضَادَّاتٌ اَحْيَاناً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَيُّ جِسْمٍ لِلْاِنْسَانِ اَوِ الْحَيَوَان فِيهِ الرُّطُوبَةُ وَفِيهِ الْيُبُوسَةُ؟ وَفِيهِ الْبُرُودَةُ وَفِيهِ الْحَرَارَة؟ وَلَوِ اجْتَمَعَتَا مَعاً لَقَضَتْ اِحْدَاهُمَا عَلَى الْاُخْرَى؟ وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ رَحْمَتِهِ بِنَا وَبِغَيْرِنَا مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَان؟ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَايَبْغِيَان{اِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر{وَكُلَّ شَيْءٍ قَدَّرْنَاهُ تَقْدِيرَا{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرَا(وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ هَذِهِ الْبُرُودَةَ وَالْحَرَارَةَ اَوِ الرُّطُوبَةَ وَالْيُبُوسَةَ؟ يَحْتَاجُ الْاِنْسَانُ وَغَيْرُهُ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ اِلَى كِلَيْهِمَا مَعاً صَيْفاً وَشِتَاءً وَرَبِيعاً وَخَرِيفاً؟ وَلِذَلِكَ قَهَرَهَا اللهُ جَمِيعاً عَلَى اَنْ تَجْتَمِعَ فِي جِسْمٍ وَاحِدٍ وَفِي وَقْتٍ وَاحِدٍ اَيْضاً؟ لِاَنَّ الرُّطُوبَةَ اِذَا انْعَدَمَتْ مِنْ جِسْمِ الْاِنْسَانِ فَاِنَّهُ يَمُوت؟ لِاَنَّ جِسْمَهُ يُصْبِحُ نَاشِفاً وَيَتَشَقَّقُ كَمَا تَتَشَقَّقُ الْاَرْضُ الْيَابِسَةُ الْجَرْدَاءُ الْقَاحِلَة؟ وَلِذَلِكَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى اَنْ جَعَلَ جِسْمَكَ اَخِي يَحْتَوِي عَلَى نِسْبَةٍ صَغِيرَةٍ بِمِقْدَارِ25 بالمائة مِنَ الْيُبُوسَةِ؟ وَعَلَى نِسْبَةٍ كَبِيرَةٍ بِمِقْدَارِ 75 بِالْمِائَة مِنَ الْمَاء حَتَّى لَايُصَابَ بِالنَّشَفَانِ وَالتَّشَقُّقِ الْجِلْدِيِّ وَيَتَسَاقَطُ وَيَمُوت؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ لَمْ تَكُنْ لِتَرَى هَذِهِ الثَّرْوَةَ السَّمَكِيَّةَ الْهَائِلَةَ فِي الْمُحِيطِ الْاَطْلَسِيّ عَلَى سَوَاحِلِ الْمَغْرِبِ الْعَرَبِيِّ وَغَيْرِهِ لَوْلَا مُرُورُ تَيَّارِ كَنَارِي الْبَارِدِ الَّذِي خَلَقَهُ سُبْحَانَهُ لِتَلْطِيفِ حَرَارَةِ الْمِيَاهِ السَّاخِنَةِ حَتَّى يَسْتَطِيعَ السَّمَكُ التَّكَاثُرَ وَالِاسْتِمْرَارَ فِي الْعَيْشِ بِكَثْرَة؟ لِاَنَّ بَيْضَ السَّمَكِ يَحْتَاجُ اِلَى حَرَارَةٍ مُعْتَدِلَةٍ غَيْرِ مُرْتَفِعَةٍ وَغَيْرِ هَابِطَةٍ اَيْضاً حَتَّى يَعِيشَ؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ يَمُوتُ وَلَايَبْقَى؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَحَتَّى بِالنِّسْبَةِ لِلْحَيَوَانَاتِ الْمَنَوِيَّةِ فِي اَعْضَاءِ الرَّجُلِ الذَّكَرِيَّة؟ فَاِنَّ الْخُصْيَتَيْنِ تَحْتَاجَانِ اِلَى دَرَجَةِ حَرَارَةٍ تُسَاوِي حَرَارَةَ مَاتَحْتَ الْاِبْطَيْنِ مِقْدَارُهَا 37 دَرَجَة كَحَدٍّ اَدْنَى حَتَّى تَسْتَطِيعَ هَذِهِ الْحَيَوَانَاتُ الِاسْتِمْرَارَ فِي الْعَيْشِ فِيهِمَا؟ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ وَلَوْ حَيَوَان مَنَوِي وَاحِد قَابِل لِلْخُصُوبَة بِحَرَكَة نَشِيطَة تُوصِلُهُ بِاَمَانٍ اِلَى الْمَبِيض مِنْ اَجْلِ نَجَاحِ عَمَلِيَّةِ التَّلْقِيح وَلَوْ بِبُوَيْضَة اُنْثَوِيَّة وَاحِدَة بِهِ وِفْقَ اِرَادَةِ الله؟لِاَنَّ جَمِيعَ الْحَيَوَانَاتِ الْمَنَوِيَّةِ ذَاتِ الْحَرَكَةِ غَيْرِ النَّشَطِة تَمُوتُ فِي طَرِيقِهَا اِلَى الْمَبِيض وَلَايَبْقَى مِنْهَا اِلَّا النَّشِطَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْخُصْيَتَيْنِ تَنْكَمِشَانِ اِلَى الْبَطْنِ فِي حَالَةِ بُرُودَتِهِمَا لِمَاذَا؟ حَتَّى يَسْحَبَا شَيْئاً مِنْ حَرَارَةِ الْبَطْنِ؟ ثُمَّ يَرْتَخِيَانِ بَعْدَ انْكِمَاش؟ وَاَمَّا سُؤَالُكَ اَخِي؟ مَاالَّذِي جَعَلَ هَذِهِ الذُّبَابَةَ اَوِ الْبَعُوضَةَ الَّتِي لَاتَعْقِلُ تَتَخَلَّصُ مِنْ جَنَاحِهَا الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ اَوّلاً؟ فَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِنَّ عُلَمَاءَ الْحَيَوَانِ يَتَسَاءَلُونَ اَيْضاً؟ هَلِ الْحَشَرَةُ اَوِ الْحَيَوَانُ يَعْقِلُ اَوْ لَايَعْقِل؟ فَبَعْضُهُمْ يَقُولُ يَعْقِلُ؟ وَلَكِنَّهُ عَقْلٌ نِسْبِيٌّ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ عَقْلٌ يُنَاسِبُهُ؟ كَمَا اَنَّ الْاِنْسَانَ يَعْقِلُ بِعَقْلٍ آخَرَ يُنَاسِبُهُ اَيْضاً؟ وَبَعْضُهُمْ قَالُوا اِنَّ الْغَرِيزَةَ هِيَ الَّتِي تَتَحَكَّمُ بِالْحَيَوَانِ وَالْحَشَرَات فَتَتَصَرَّفُ تَصَرُّفاً غَرِيزِيّاً دُونَ أيِّ تَفْكِير؟ فَمَا الَّذِي جَعَلَ هَذِهِ الْبَعُوضَةَ اَوِ الذُّبَابَةَ تُلْقِي اَوّلاً بِجَنَاحِهَا الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ فِي طَعَامِكَ اَوْ شَرَابِكَ اَخِي؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ اَمَا عَلِمْتَ اَخِي اَنَّ هُنَاكَ حَقَائِقَ عِلْمِيَّةً ثَابِتَةً لَاشَكَّ فِيهَا؟ اَنَّ اللهَ تَعَالَى يَضَعُ سِرَّهُ فِي اَضْعَفِ خَلْقِه؟ فَمَنْ هَدَى النَّحْلَةَ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَبْنِيَ هَذَا الْبِنَاءَ الْهَنْدَسِيَّ الرَّائِع؟ وَمَنِ الَّذِي هَدَاهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تَمْتَصَّ رَحِيقَ الْاَزْهَار{وَاَوْحَى رَبُّكَ اِلَى النَّحْلِ اَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُون؟ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً؟ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ اَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس(نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الَّذِي جَعَلَ فَضَلَاتِ طَعَامِهَا عَسَلاً لَكَ وَهِيَ الْحَشَرَة؟ كَمَا جَعَلَ فَضَلَاتِ الْحِمَارِ دَاعِماً لِغِذَائِكَ النَّبَاتِي وَهُوَ الْحَيَوَان؟ كَمَا اَخْرَجَ لَكَ اَيْضاً مِنْ بَهِيمَةِ الْاَنْعَامِ وَهِيَ الْحَيَوَانُ اَيْضاً{مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِين{وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَاتُحْصُوهَا( وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ اَيْضاً سُبْحَانَهُ اَنْعَمَ عَلَى هَذَا الْاِنْسَانِ بِقَوْلِهِ{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن(حِينَمَا اَخْرَجَ لَهُ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ اَيْضاً مِنْ ثَدْيَيْ اُمِّهِ وَهِيَ الْاِنْسَان؟ وَلِذَلِكَ سُئِلَ الْاِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَقَال؟ اَطْيَبُ مَافِيهَا خُرْءُ النَّحْلِ وَهُوَ الْعَسَل؟ وَاَجْمَلُ مَافِيهَا مِنَ اللِّبَاسِ هُوَ خُرْءُ دُودَةِ الْقَزِّ وَهُوَ الْحَرِيرُ الطَّبِيعِي؟ وَاَطْيَبُ مَافِيهَا مِنَ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ الْحَلَالِ اَوِ الْحَرَامِ هِيَ مَبَالٌ فِي مَبَال وَهُوَ مَكَانُ خُرُوجِ الْبَوْلِ النَّجِسِ عِنْدَ الرَّجُلِ وَعِنْدَ الْمَرْاَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَاللهُ تَعَالَى يُخْرِجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَاباً مُخْتَلِفاً اَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَهَذِهِ النَّحْلَةُ تَصَرَّفَتْ بِاِلْهَامٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ وَاللهُ تَعَالَى خَلَقَ فِيهَا هَذِهِ الْغَرِيزَةَ؟ وَجَعَلَ لَهَا مَهَمَّةً فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ فَهِيَ تَقُومُ بِمَهَمَّتِهَا بِدِقَّةٍ مُتَنَاهِيَةٍ لَاتَعْرِفُ الْغِشّ اَبَداً؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَلنَّحْلُ لَايَغُشُّ الْعَسَلَ اَبَداً؟ وَاِنَّمَا الَّذِي يَغُشُّ الْعَسَلَ هُوَ الْاِنْسَان؟ وَاَمَّا الْمَخْلُوقُاتُ مِنْ غَيْرِ الْاِنْسَانِ؟ فَاِنَّهَا تَخْضَعُ رَغْماً عَنْهَا لِلْمَهَمَّةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ تَعَالَى وَاَوْجَدَهَا مِنْ اَجْلِهَا؟ وَتَسِيرُ مِنْ دُونِ انْحِرَافٍ عَمَّا رَسَمَهُ اللهُ لَهَا؟ وَاَمَّا الْاِنْسَانُ؟ فَاِنَّهُ لَايُرِيدُ مِنَ الْعَسَلِ اَنْ يَكُونَ شِفَاءً لِلنَّاسِ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ يَغُشُّ الْعَسَلَ بِالسُّكَّر؟ وَيْلَكَ يَاعَدُوَّ اللهِ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ كَثِيراً مِنْ هَؤُلَاءِ الْغَشَّاشِينَ يَسْتَغِلُّونَ النَّاسَ الْحَمْقَى الْاَغْبِيَاءَ الَّذِينَ لَايُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْقَطْرِ الْمَمْزُوجِ بِالسُّكَّرِ وَبَيْنَ الْعَسَل؟ فَيَغُشُّونَهُمْ وَيَبِيعُونَهُمُ الْقَطْرَ عَلَى اَنَّهُ عَسَل؟ وَلِذَلِكَ قَالَ الْعُلَمَاء؟ مِنْ اَشَدِّ اَنْوَاعِ الْغِشِّ عِنْدَ الله غِشُّ الْاَدْوِيَةِ وَمِنْهَا غِشُّ الْعَسَل؟ فَرُبَّمَا تَاْخُذُ الْعَسَلَ وَتَشْتَرِيهِ اَخِي مِنْ اَجْلِ الشِّفَاءِ؟ وَمِنْ اَجْلِ اَنْ تَسْتَشْفِيَ بِهِ؟ فَحِينَمَا تَغُشُّهُ يَاعَدُوَّ اللِه؟ فَاِنَّهُ بَدَلَ اَنْ يَكُونَ نَافِعاً؟ فَاِنَّهُ يُصْبِحُ ضَارّاً بِالنِّسْبَةِ لَه؟ فَمَنِ الَّذِي هَدَى النَّحْلَةَ اِلَى ذَلِك؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ كَمَا هَدَى اللهُ النَّحْلَةَ اِلَى ذَلِكَ؟ وَهَدَاهَا اَيْضاً اِلَى اَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ اِبْرَتِهَا الْمَسْمُومَةِ الَّتِي تُؤَدِّي اِلَى مَوْتِهَا؟ هَدَى هَذِهِ الذُّبَابَةَ اَيْضاً اِلَى اَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ جَنَاحِهَا الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ اَوّلاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ كَذَلِكَ النَّمْلَةُ هَذَا الْمَخْلُوقُ الْعَجِيب{قَالَتْ نَمْلَةٌ يَااَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَايَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَايَشْعُرُون(نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا مَلِكَةُ النَّمْلِ فِي مَمْلَكَةِ النَّمْلِ الَّتِي مَاتَزَالُ مَمْلَكَةً وَلَمْ تُصْبِحْ جُمْهُورِيَّةً اِلَى الْآن؟ قَالَتْ لِاَتْبَاعِهَا ادْخُلُوا وَاخْتَبِئُوا؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا مَلِكَةُ النَّمْلِ الَّتِي تَرْحَمُ رَعَايَاهَا حَتَّى لَايُوطَؤُوا بِالْاَقْدَام؟ وَهِيَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ حُكَّامِ الْعَرَبِ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ يَطَؤُونَ شَعْبَهُمْ وَرَعَايَاهُمْ بِاَقْدَامِ الذُّلِّ وَالْعُبُودِيَّةِ وَالْمَدَافِعِ وَالصَّوَارِيخِ وَالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ؟ اِرْضَاءً لِاَحْفَادِ الْقِرَدَةِ مِنَ الْيَهُودِ؟ وَاِرْضَاءً لِخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ لَايُفْرِحُهُمْ شَيْءٌ كَمَا يُفْرِحُهُمْ وَيُبْهِجُهُمْ وَيُسْعِدُهُمْ اَنْ يَقْضُوا عَلَى الْاِسْلَامِ وَاَتْبَاعِهِ؟ وَاَنْ يَدُقُّوا دَائِماً فِي رُؤُوسِنَا وَعُقُولِنَا وَقُلُوبِنَا وَخَاصِرَتِنَا وَخَاصِرَةِ اِسْلَامِنَا اِسْفِيناً لَطَالَمَا صَدَّعُوا بِهِ رُؤُوسَنَا؟ وَهُوَ وُجُودُ الْجَمَاعَاتِ الْمُسَلَّحَةِ الْاِرْهَابِيَّة؟ وَمَاهِيَ فِي حَقِيقَتِهَا اِلَّا مِسْمَارُ جُحَا الَّذِي يَضْحَكُونَ بِهِ عَلَى عُقُولِنَا؟ لِاَنَّهَا مِنْ صَنِيعَتِهِمْ؟ لِاَنَّهُمْ لَايَسْتَطِيعُونَ اَنْ يُحَارِبُوا الْاِسْلَامَ اِلَّا مِنْ خِلَالِهَا؟ وَلِاَنَّهُمْ لَايَسْتَطِيعُونَ اَبَداً اَنْ يُلَمِّعُوا صُورَةَ الْاِسْلَامِ فُوبْيَا اَمَامَ الرَّاْيِ الْعَامِّ الْعَالَمِيِّ اِلَّا مِنْ خِلَالِهَا اَيْضاً؟ لِاَنَّهُمْ يُنَفِّذُونَ جَرَائِمَهُمْ بِوَحْشِيَّةِ لَامَثِيلَ لَهَا؟ ثُمَّ يَتَّهِمُونَ بِهَا هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ الَّتِي يَزْعُمُونَ اَنَّهَا اِرْهَابِيَّة؟ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ هُنَاكَ عُمَلَاءَ خَوَنَة يَعْمَلُونَ لِصَالِحِهِمْ وَلِتَنْفِيذِ اَجِنْدَاتِهِمْ بِالْحَرْفِ الْوَاحِدِ وَمَااَكْثَرَهُمْ مُنْدَسِّينَ فِي هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ وَعَلَى رَاْسِهَا الْقَاعِدَة؟ وَاَمَّا مَلَفُّ اِيرَانَ النَّوَوِي؟ فَهُوَ السِّلَاحُ الْبَدِيلُ؟ وَهُوَ الْخُطَّةُ الْجَهَنَّمِيَّةُ الْبَدِيلَةُ فِي حَالِ فَشِلُوا فِي جَمِيع ِمُخَطَّطَاتِهِمْ وَاَحْبَطَهَا اللهُ لَهُمْ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنّهُمْ يُمَاطِلُونَ وَيُمَاطِلُونَ وَيُخَادِعُونَ فِي هَذَا الْمَلَفّ بِاَحْقَرِ تَمْثِيلِيَّةٍ مَفْضُوحَةٍ وَمَكْشُوفَةٍ لِلْعَالَمِ كُلّهِ؟ يُوهِمُونَ الْعَالَمَ مِنْ خِلَالِهَا اَنَّهُمْ وَاِيرَان اَعْدَاء؟ وَيَضْحَكُونَ عَلَيْهِ بِشِعَارَاتٍ بَرَّاقَةٍ زَائِفَة وَمِنْهَا شَرْق اَوْسَط جَدِيد خَالِي مِنْ اَسْلِحَةِ الدَّمَارِ الشَّامِل؟ وَمَاهُمْ فِي حَقِيقَتِهِمْ اِلَّا حَرِيصُونَ عَلَى اِطَالَةِ عُمُرِ هَذَا الْمَلَفِّ وَحَيَاتِه{يَوَدُّ اَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ اَلْفَ سَنَة(مِنْ اَجْلِ اِطْلَاقِ الْعَنَانِ لِاِيرَانَ الْجُمْهُورِيَّةِ الْاِسْلَامِيَّةِ الْمُنَافِقَة عَدُوَّةِ الْاِسْلَامِ الْاُولَى؟ حَتَّى تَعْمَلَ عَلَى تَخْصِيبِ الْيُورَانْيُوم اِلَى اَعْلَى دَرَجَةٍ مُمْكِنَة؟ مِنْ اَجْلِ تَصْنِيعِ اَخْطَرِ قُنْبُلَةٍ نَوَوِيَّةٍ كِيمَاوِيَّةٍ تَقْضِي عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَتُبِيدُهُمْ عَنْ بَكْرَةِ اَبِيهِمْ وَلَوْ اَدَّى ذَلِكَ اِلَى اِبَادَةِ الْعَالَمِ بِمَنْ فِيهِ نَكَايَةً بِالْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِين؟ وَلَكِنَّ اللهَ لَهُمْ بِالْمِرْصَاد{اِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد(اِيَّاكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ تُصَدِّقُوا اَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى هُمُ الشَّيْطَانُ الْاَكْبَرُ بِالنِّسْبَةِ لِاِيرَان؟ بَلْ هُمْ وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ غَيْرُه ُالْحَبِيبُ الْاَكْبَرُ؟ وَيُحِبُّونَ بَعْضَهُمْ حُبّاً جَمّاً؟ وَلَايَجْمَعُهُمْ اِلَّا قَاسَمٌ وَاحِدٌ مُشْتَرَكٌ؟ وَهُوَ الْكَيْدُ لِلْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ السُّنَّةِ وَالْقَضَاءِ عَلَى دِينِهِمْ؟ لِاَنَّهُمْ جَمِيعُهُمْ حِزْبُ الشَّيْطَان؟ وَيَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ الدِّينَ الصَّحِيحَ الَّذِي لَايَرْضَى اللهُ غَيْرَهُ هُوَ دِينُ اَهْلِ السُّنَّة؟ وَلِذَلِكَ يُنَكِّلُونَ بِهِمْ وَيُرِيدُونَ الْقَضَاءَ عَلَيْهِمْ وَطَمْسَ مَعَالِمِ دِينِهِمْ؟ كَمَا فَعَلَ الْيَهُودِيُّ الْخَبِيثُ ابْنُ سَبَاْ وَلَمْ تَنْجَحْ مُحَاوَلَتُهُ؟ وَكَمَا فَعَلَ الْيَهُودِيُّ الْاَخْبَثُ بُولُس لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِمَا؟ وَنَجَحَتْ مُحَاوَلَتُهُ حِينَمَا طَمَسَ مَعَالِمَ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّحِيحَة؟؟ وَكَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ اَنَّ التَّحْطِيمَ لَايَكُونُ اِلَّا لِلزُّجَاجِ اَوِ لِلشَّيْءِ الْقَاسِي؟ فَلِمَاذَا قَالَ سُبْحَانَهُ عَلَى لِسَانِ النَّمْلَةِ{لَايَحْطِمَنَّكُمْ( يَقُولُ عُلَمَاءُ الْحَيَوَانِ وَالْحَشَرَات؟ يَدْخُلُ فِي تَكْوِينِ جِسْمِ النَّمْلَةِ طَبَقَةٌ مِنَ الزُّجَاج؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ سِرُّ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى وَاَعَاجِيبُهُ الَّتِي لَاتَنْتَهِي فِي هَذِهِ النَّمْلَةِ الصَّغِيرَةِ وَغَيْرِهَا؟ وَهُوَ اَكْثَرُ مِنْ سِرِّهِ فِي خَلْقِ الْجَمَلِ الْكَبِيرِ الَّذِي يَقُولُ اللهُ فِيهِ{اَفَلَا يَنْظُرُونَ اِلَى الْاِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} وَلِذَلِكَ اَخِي؟ فَاِنَّ اللهَ وَضَعَ سِرَّهُ اَيْضاً فِي عَقْلِ الْاِنْسَانِ الصَّغِيرِ الضَّعِيفِ الَّذِي يَسْتَطِيعُ بِاِلْهَامٍ مِنَ اللهِ اَنْ يَخْتَرِعَ اَعَاجِيبَ اَكْثَرَ بِاَحْجَامٍ اَصْغَر؟ وَلِذَلِكَ كُلَّمَا تَقَدَّمَ الْعِلْمُ كَانَتِ الْآلَاتُ الْمُسْتَعْمَلَةُ الْكَبِيرَةُ بِحَجْمٍ اَصْغَر؟ فَقَدْ كُنَّا فِيمَا مَضَى نَسْتَمِعُ اِلَى جِهَازِ الرَّادْيُو مَثَلاً وَكَانَ حَجْمُهُ كَبِيراً؟ ثُمَّ صَغُرَ وَصَغُرَ وَصَغُرَ مَعَ تَقَدُّمِ الْعِلْمِ حَتَّى اَصْبَحَ حَجْمُهُ بِحَجْمِ سَاعَةِ الْيَدِ؟ بَلْ يُمْكِنُ وَضْعُهُ وَبَرْمَجَتُهُ فِيهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَاللهُ تَعَالَى يَضَعُ سِرَّهُ فِي اَضْعَفِ خَلْقِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَاَنْتَ مَثَلاً اَخِي يَسْتَطِيعُ طِفْلُكَ الصَّغِيرُ اَنْ يُسَخِّرَ الْجَمَلَ الْكَبِيرَ لِيَقُودَ قَافِلَةً كَبِيرَةً مِنَ الْجِمَالِ الْكَبِيرَةِ وَرَاءَهُ؟ وَلَكِنَّكَ لَا اَنْتَ وَلَا طِفْلُكَ تَسْتَطِيعُ اَنْ تُسَخِّرَ بَعُوضَةً صَغِيرَةً بِحَجْمِ النَّمْلَةِ اَوْ اَصْغَرَ مِنْهَا وَرُبَّمَا تَجْعَلُكَ لَاتَنَامُ اللَّيْلَ كُلَّهُ مِنْ اَزِيزِ صَوْتِهَا وَقَرْصَتِهَا؟ وَلِذَلِكَ قَالَتِ النَّمْلَةُ{لَايَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَايَشْعُرُون(نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا نَمْلَةٌ عَالِمَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا تَعْلَمُ اَنَّ مِنْ تَكْوِينِهَا طَبَقَةٌ زُجَاجِيَّة؟ وَلِذَلِكَ فَهِيَ تَعْلَمُ اَنَّ سُلَيْمَانَ رَحِيمٌ بِهَا وَبِاُمَّتِهَا مِنَ النَّمْلِ؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَطَاَهَا وَاُمَّتَهَا وَيَحْطِمَهَا وَجُنُودُهُ اِلَّا دُونَ اَنْ يَشْعُرُوا وَبِغَيْرِ قَصْدٍ مِنْهُمْ لِاَذِيَّتِهَا وَاُمَّتِهَا؟ لِاَنَّهُ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ الله؟ وَالرُّسُلُ يَتَّصِفُونَ بِالرَّحْمَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهَا كَانَتْ تَاْمُرُ رَعِيَّتَهَا اَنْ يَدْخُلُوا الْمَلَاجِىءَ حَتَّى لَاتُصَابَ بِهَذِهِ الْحَوَافِرِ مِنَ الْخَيْلِ الَّتِي كَانَ يَرْكَبُ عَلَيْهَا سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَجُنُودُه؟ فَكُلُّهَا اِلْهَامَاتٌ رَبَّانِيَّةٌ؟ وَكُلُّهَا تَدُلُّ عَلَى قُدْرَةِ الْخَالِقِ جَلَّ جَلَالُه؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَهَذِهِ النَّمْلَةُ تَتَّخِذُ مَؤُونَةً وَتَتَمَوَّنُ قَبْلَ حُلُولِ فَصْلِ الشِّتَاء؟ فَتَاْتِي مَثَلاً اِلَى حَبَّةِ الْقَمْحِ فَتَشْطُرُهَا اِلَى فَلْقَتَيْن؟ وَاَمَّا حَبَّةُ الْكُزْبَرَة فَاِنَّهَا تَشْطِرُهَا وَتَقْسِمُهَا اِلَى اَرْبَعَة هَلْ تَدْرِي لِمَاذَا اَخِي؟ يَقُولُ عُلَمَاءُ النَّبَات؟ لِاَنَّ حَبَّةَ الْقَمْحِ اِذَا لَمْ تَنْشَطِرْ؟ فَاِنَّهَا تَنْبُت؟ فَاِذَا نَبَتَتْ؟ فَاِنَّهَا تُصْبِحُ فَارِغَةً لَايَسْتَطِيعُ النَّمْلُ اَنْ يَتَغَذّى عَلَيْهَا؟ وَرُبَّمَا تَنْبُتُ فِي اَوْكَارِ النَّمْلِ وَتُخَرِّبُهَا وَتُدَمِّرُهَا عَلَيْهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ اُنْظُرْ اِلَى الْبَصَلِ حِينَمَا يَنْبُتُ مِنْ جَدِيد بِبَرَاعِمَ اَوْ زُخْفٍ اَخْضَر؟ وَسُبْحَانَ الله اُنْظُرْ اِلَيْهِ مِنْ دَاخِلِهِ تَجِدُهُ قَدْ اَصْبَحَ فَارِغاً؟ وَسُبْحَانَ الله مَنْ اَلْهَمَ هَذِهِ النَّمْلَةَ حَتَّى تَشُقَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ مِنَ الْقَمْحِ اِلَى فَلْقَتَيْن؟ وَاَمَّا الْكُزْبَرَة فَيَقُولُ الْعُلَمَاءُ اِنَّهَا لَوْ شَقَّتْهَا اِلَى فَلْقَتَيْنِ فَاِنَّهَا لَنْ تَسْتَفِيدَ شَيْئاً؟ لِاَنَّ كُلَّ فَلْقَةٍ مِنْهُمَا سَتَنْبُت؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهَا تَشُقُّهَا اِلَى اَرْبَعِ فَلَقَاتٍ حَتَّى لَاتَنْبُت؟ وَكُلُّهَا هِدَايَاتٌ رَبَّانِيَّةٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَجَلَّ جَلَالُهُ وَعَزَّ وَجَلّ؟ فَحِينَمَا تَتَّقِي الذُّبَابَةُ بِجَنَاحِهَا الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ وَتُلْقِيهِ وَتُدَافِعُ عَنْ نَفْسِهَا وَكَاَنَّهُ سِلَاحٌ لَهَا؟ فَلِمَاذَا لَاتَقُولُ هُنَا اَخِي مَنِ الَّذِي هَدَاهَا لِهَذَا؟ وَمَنِ الَّذِي جَعَلَهَا تُدْرِكُ هَذَا؟ بَلَى اَخِي اِنَّهَا غَرِيزَتُهَا الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ تعالى عَلَيْهَا؟ وَيَقُولُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ زَادُ الْمَعَاد؟ اِنَّ الْاِنْسَانَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا يَعِيشُ فِي اَسْرَارٍ رَبَّانِيَّةٍ لَامَثِيلَ لَهَا وَلَايُدْرِكُهَا اِلَّا الْعَاقِلُون؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً فِي النَّظْرَةِ فِي الْعَيْن؟ فَنَحْنُ نَؤْمِنُ بِالْمُؤَثّرِ الْحَقِيقِيِّ سُبْحَانَهُ الَّذِي خَلَقَ هَذِهِ النَّظْرَةَ فِي هَذِهِ الْعَيْن؟ وَبِالتَّالِي نُؤْمِنُ بِاَنَّ هَذِهِ النَّظْرَةَ لَيْسَ لَهَا تَاْثِيرٌ اِلَّا بِاِذْنِهِ سُبْحَانَه؟ فَاِذَا اَذِنَ لَهَا بِتَاْثِيرِ الْحَسَدِ اَوْ صَيْبَةِ الْعَيْنِ مَثَلاً؟ فَاِنَّ هَذَا التَّاْثِيرَ يَقَعُ رَغْماً عَنْ جَمِيعِ مَخْلُوقَاتِهِ سُبْحَانَه؟ وَاِذَا لَمْ يَاْذَنْ بِذَلِكَ سُبْحَانَهُ؟ فَاِنَّ هَذَا التَّاْثِيرَ لَايَقَعُ رَغْماً عَنْهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعُوا جَمِيعاً عَلَى اَنْ يَضُرُّوا شَخْصاً بِالْحَسَدِ اَوْ بِغَيْرِهِ مِنَ السِّحْرِ وَالشَّعْوَذَةِ وَالْكَيْدِ وَالْمَكْرِ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ بِدَلِيلِ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوف [رُفِعَتِ الْاَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُف( نَعَمْ اَخِي؟ وَالْقُرْآنُ الْكَرِيمُ وَالسُّنَّةُ الشَّرِيفَةُ كِلَاهُمَا وَاضِحٌ فِي ذَلِك؟ فَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَثَلاً اَمَرَنَا اِذَا رَاَيْنَا شَيْئاً فَاَعْجَبَنَا؟ اَلَّا نَضْرِبَ عَلَى الْخَشَبِ اَوْ نَضَعَ خَرْزَةً زَرْقَاءَ عَلَى ثِيَابِنَا اَوْ نَضَعَ خَلْعَةً جَلَبْنَاهَا مَعَنَا مِنْ اَحَدِ الْمَزَارَاتِ اَوْ نَضَعَ فَرْدَةَ حِذَاءٍ عَلَى السَّيَّارَةِ كَمَا يَفْعَلُ الْوَثَنِيُّونَ الْكُفَّارُ الْاَنْذَالُ اللُّؤَمَاءُ مَعَ خَالِقِهِمْ؟ لِاَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ الْحِمَايَةَ مِنْ شَرِّ الْعَيْنِ وَحَسَدِهَا وَمِنْ شَرِّ السِّحْرِ وَالشَّعْوَذَةِ وَالْمَرَضِ وَالْجَهْلِ وَالْفَقْرِ مِنْ غَيْرِ الَّذِي خَلَقَهُمْ جَمِيعاً وَاَحَبَّهُمْ سُبْحَانَه؟ وَاِنَّمَا نَاْخُذُ ذَلِكَ الِاحْتِيَاطَ مِنْ شَرِّ صَيْبَةِ اَوْ صَائِبَةِ الْعَيْنِ بِالْحَسَدِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْكَهْفِ{وَلَوْلَا اِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ(فَاَعْجَبَتْكَ{قُلْتَ مَاشَاءَ اللهُ لَاقُوَّةَ اِلَّا بِالله(فَهَذَا هُوَ اَكْبَرُ الدَّوَاءِ مِنْ اَجْلِ الْوِقَايَةِ مِنْ شَرِّ الْحَسَد بِالْاِضَافَةِ اِلَى قِرَاءَةِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ اَيْضاً وَغَيْرِهَا مِنَ الرُّقَى وَالْاَدْعِيَة الشَّرْعِيَّة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَيَحِقُّ لِمَنْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ هَذَا الشَّرِّ اَنْ يُرْغِمَ غَيْرَهُ مِنَ الْمُعْجَبِينَ بِهِ وَبِرِزْقِهِ رَغْماً عَنْهُمْ عَلَى قَوْلِهَا؟ وَاِلَّا وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ؟ لَاخَشَبَ وَلَاحَدِيدَ وَلَا شَلْحَة مِنْ مَزَارٍ وَلَاخَرْزَةً زَرْقَاءَ وَلَافَرْدَةَ حِذَاء وَكُلُّ ذَلِكَ لَا يَنْفَعُ اِلَّا مَاوَرَدَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ هَذِهِ هِيَ الْحَقِيقَةُ الْوَاقِيَةُ مِنَ شَرِّ الْحَسَد؟ اِنَّهَا الْحَقِيقَةُ الْكُبْرَى الَّتِي لَايُدْرِكُهَا اَمْهَرُ الْاَطِبَّاءِ فِي الْعَالَم؟ وَلَكِنَّ الطَّبِيبَ سُبْحَانَهُ يُدْرِكُهَا؟ وَهُوَ الَّذِي صَادَقَ عَلَيْهَا فِي الْقُرْآنِ عَلَى لِسَانِ اَحَدِ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ ضَرَبَ اللهُ بِهِمَا الْمَثَلَ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ الله؟ اِنَّ هُنَاكَ اِشْعَاعَاتٍ شَفَّافَةً تَخْرُجُ مِنْ عَيْنِ الْحَاسِدِ فَتَذْهَبُ اِلَى الْمَحْسُودِ؟ فَتَخْتَرِقُ ثَيَابَهُ وَجِسْمَهُ بِوَاسِطَةِ مَسَامِّ الْجِلْدِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَلَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ صَحِيحٌ مِائَة فِي الْمِائَة؟ وَهَذَا شَيْءٌ ثَابِتٌ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ بَعْضُ النَّاسِ الْجُهَّالِ يَعْتَقِدُونَ اَنَّ جَمِيعَ الْاَشْيَاءِ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ هِيَ مَادِّيَّاتٌ مَلْمُوسَةٌ فَقَطْ؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ؟ كَمْ اَنْتُمْ حَمْقَى وَاَغْبِيَاء؟ بَلْ اِنَّ عَالَمَ الْاَرْوَاحِ اَوْسَعُ مِنْ عَالَمِ الْمَادِّيَّات؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ قَدْ تَرَى اِنْسَاناً صَالِحاً يَتَحَمَّلُ مِنَ الْمَشَاقِّ وَالصِّعَابِ الرُّوحَانِيَّةِ الْمُرْهِقَةِ مَالَانَتَحَمَّلُهُ نَحْنُ وَقَدْ تَكُونُ مَزْهِقَةً لِاَرْوَاحِنَا؟ فَلَا تَقِسْ هَذَا عَلَى ذَاك؟ وَحَتَّى فِي مَجَالِ الْقِوَى الْجِسْمَانِيَّة؟ فَاِنَّكَ اَخِي قَدْ تَرَى اِنْسَاناً لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَحْمِلَ اِلَّا مَاوَزْنُهُ خَمْسَةُ كِيلَوَاتٍ فَقَطْ؟ وَقَدْ تَرَى اِنْسَاناً آخَرَ يَسْتَطِيعُ رَفْعَ مِائَةِ كِيلُو مِنَ الْاَثْقَال؟ فَلَا تَقِسْ هَذَا عَلَى ذَاكَ اَيْضاً؟ لِاَنَّنَا اَخِي لَنْ نُصَدِّقَكَ اِذَا قُلْتَ لَنَا بِمَا اَنِّي لَااَسْتَطِيعُ اَنْ اَحْمِلَ اِلَّا خَمْسَة كِيلُو فَلَايُوجَدُ فِي الدُّنْيَا كُلّهَا اِنْسَانٌ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَحْمِلَ فَوْقَ طَاقَتِي؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ هُنَا اَنْتَ تَكْذِبُ وَتُجَافِي الْحَقِيقَةَ وَتَبْتَعِدُ عَنْهَا وَتَتَكَلَّمُ بِخَطَاٍ فَادِح؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَسْتَطِيعُ فِعْلاً اَنْ يَحْمِلَ مَاوَزْنُهُ خَمْسِينَ اَوْ مِائَةَ كِيلُو اَوْ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ بِكَثِير؟ وَكَذَلِكَ اَخِي بِالنِّسْبَةِ لِلرُّوحَانِيَّات؟ فَهُنَالِكَ اُمُورٌ رُوحَانِيَّةٌ يَتَحَمَّلُ اَصْحَابُهَا مِنْهَا مَالَايَتَحَمَّلُهُ النَّاسُ الْعَادِيُّون؟ وَلِذَلِكَ اَوْدَعَ اللهُ هَذِهِ الْاُمُورَ فِي مَخْلُوقَاتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِتَتِمَّ حِكْمَتُهُ فِي الْخَلْق؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلِذَلِكَ حِينَمَا يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّه(فَالذُّبَابُ هُنَا كَمَا ذَكَرْنَا؟ لَايُلْقِي مِنْ جِسْمِهِ اِلَّا بِالْجَنَاحِ الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ؟ فَحِينَمَا اَخِي تَغْمِسُ الْكُلَّ يَنْغَمِسُ مَعَهُ اَيْضاً الْجَنَاحُ الَّذِي فِيهِ الدَّوَاءُ وَالشِّفَاءُ مِنْ هَذَا الدَّاءِ الَّذِي اَلْقَاهُ الْجَنَاحُ الْآخَرُ الْمَرِيض؟ فَتَخْرُجُ مِنَ الْجَنَاحِ الشَّافِي اِفْرَازَاتٌ مِنَ التُّرْيَاقِ الشَّافِي الَّذِي يَقْضِي عَلَى الْاِفْرَازَاتِ السَّابِقَةِ الَّتِي اَخْرَجَهَا الْجَنَاحُ الْمَرِيضُ الَّذِي فِيهِ الدَّاء؟ نَعَمْ اَخِي وَلَاغَرَابَةَ فِي ذَلِكَ اَبَداً؟ فَقَدْ يَصِفُ لَكَ الطَّبِيبُ مِنَ الدَّوَاءِ الشَّافِي بِاِذْنِ اللهِ كَالدَّوَاءِ الَّذِي يُعَالِجُ الْتِهَابَ الْعِظَامِ وَالْمَفَاصِلِ مَثَلاً مِمَّا يُسَمَّى مُضَادَّ الْتِهَاب سِيتُرُوئِيدِي اَوْ غَيْر سِيتْيِروئِيدِي اَوْ مُضَادّ حَيَوِي وَغَيْرِهِ؟ وَلَكِنَّهُ قَدْ يُؤَثّرُ عَلَى مَعِدَتِكَ وَيَضُرُّهَا؟ وَقَدْ تَكُونُ مَعِدَتُكَ حَسَّاسَةً وَلَاتَتَجَاوَبُ مَعَ هَذَا الدَّوَاءِ الشَّافِي؟ فَمَاذَا يَفْعَلُ طَّبِيبُ الْعِظَامِ وَالْمَفَاصِلِ قَبْلَ اَنْ يُسَجِّلَ لَكَ الدَّوَاءَ فِي الْوَصْفَة؟ طَبْعاً سَيَسْاَلُكَ هَلْ سَبَقَ لِمَعِدَتِكَ اَنْ تَاَثَّرَتْ بِاَيِّ نَوْعٍ مِنْ اَنْوَاعِ الدَّوَاء؟ فَاِذَا قُلْتَ لَهُ نَعَمْ فَاِنَّهُ يَصِفُ لَكَ دَوَاءً آخَرَ مِنْ اَجْلِ اَلَّا تَتَاَثَّرَ مَعِدَتُكَ بِهَذَا الدَّوَاءِ الْجَدِيدِ عَلَيْهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَهَذَا الدَّوَاءُ لِلْعِظَامِ وَالْمَفَاصِلِ هُوَ كَالذُّبَابَة فِي اَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاء وَفِي الْجَنَاحِ الْآخَرِ دَاءٌ عَلَى مَعِدَتِكَ؟ وَلِذَلِكَ وَصَفَ لَكَ الطَّبِيبُ دَوَاءً مُرَافِقاً لَهُ تَشْرَبُهُ لِتَغْمِسَهُ مَعَ دَوَاءِ الْعِظَامِ وَالْمَفَاصِلِ فِي مَعِدَتِكَ حَتَّى يَكُونَ تُرْيَاقاً شَافِياً لَهَا كَمَا تَغْمِسُ الذبَابَ فِي الطَّعَامِ حَتَّى يَكُونَ طَعَاماً شَافِياً تَاْكُلُهُ هَنِيئاً مَرِيئاً بِاِذْنِ اللهِ وَلَاتَتَاَثّر؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَحَتَّى باِلنِّسْبَةِ لِلْحَيَوَان؟ فَهُنَاكَ اَخِي اَعْشَابٌ سَامَّة وَبِجَانِبِهَا دَوَاءٌ مِنَ الْاَعْشَابِ النَّافِعَةِ لِهَذَا السُّمّ؟ فَمَاذَا يَفْعَلُ الْحَيَوَانُ كَالْجَمَلِ مَثَلاً حِينَمَا يَاْكُلُ مِنَ الْاَعْشَابِ السَّامَّة؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ فَوْراً يَاْكُلُ مِنَ الْاَعْشَابِ النَّافِعَةِ الَّتِي بِجَانِبِهَا حَتَّى يَغْمِسَهَا مَعَ الْاَعْشَابِ السَّامَةِ الَّتِي وَصَلَتْ اِلَى مَعِدَتِهِ فَتَخْتَلِطُ بِهَا وَتَقْضِي عَلَى سُمُومِهَا وَلَاتَضُرُّهُ؟ وَحَتَّى بِالنِّسْبَةِ لِلْمَوَادِّ الْكِيمَاوِيَّةِ الَّتِي يُرِيدُونَ اِتْلَافَهَا مِنْ تَرَسَانَةِ بَشَّارَ الْكِيمَاوِيَّة؟ فَاِنَّهُمْ يُضِيفُونَ اِلَيْهَا مَوَادَّ اُخْرَى وَيَغْمِسُونَهَا بِهَا وَيَخْلِطُونَهَا فَتَقْضِي عَلَى نِسْبَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ سُمِّيَّتِهَا قَبْلَ اَنْ يُلْقُوهَا فِي الْبِحَارِ وَتَقْضِي عَلَى الثَّرْوَةِ السَّمَكِيَّة؟ فَحِينَمَا يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ(بِمَعْنَى فَلْيَغْمِسْ كُلَّ الذُّبَابَةِ بِمَا فِيهَا مِنْ جَمِيعِ اَجْزَاءِ جِسْمِهَا بِمَا فِيهَا اَيْضاً مِنْ جَنَاحَيِ الدَّاءِ وَالدَّوَاء؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ اَنَا نَفْسِي تَتَقَزَّزُ مِنْ هَذَا الْفِعْلِ؟ وَتَتَقَزَّزُ مِنْ اَكْلِ هذا الطَّعَامِ الْمَغْمُوسِ بِالذُّبَابِ اَيْضاً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي وَاَنَا مِثْلُكَ اَيْضاً؟ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ يَتَقَزَّزُ مِنْ اَكْلِ الضَّبِّ؟ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِاَصْحَابِهِ اِنْ شِئْتُمْ فَكُلُوا وَلَكِنِّي لَاآكُلُ لِاَنَّ نَفِسِي تَعَافُهُ؟ وَنَفْهَمُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ اَنَّ اَكْلَ الضَّبِّ لَيْسَ حَرَاماً وَاِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ يَتَقَزَّزُ مِنْهُ؟ وَلَكِنَّ الْاِسْرَافَ فِي اَكْلِهِ هُوَ الْحَرَام؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِنَّ هَذَا الْاَمْرَ النَّبَوِيَّ لَيْسَ اَمْراً وَاجِباً عَلَيْكَ وَلَاعَلَيْنَا اَنْ نَغْمِسَ الذُّبَابَ فِي الطَّعَامِ اَوِ الشَّرَابِ ثُمَّ نَشْرَبَ الْمَاءَ اَوْ نَاْكُلَ الطَّعَامَ الَّذِي وَقَعَ الذُّبَابُ فِيهِمَا؟ لَكِنْ مَايُدْرِيكَ اَعَاذَنَا اللهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ؟ اَنْ نَقَعَ فِي مَجَاعَةٍ تَضْطَّرُّنَا اِلَى اَنْ نَاْكُلَ لَا الَّذِي فِيهِ الذُّبَابُ فَحَسْبُ؟ بَلْ قَدْ نَاْكُلُ الْمَيْتَةَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِوَمُحَرَّمَاتِ سُورَةِ الْمَائِدَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَاللُّحُوم؟ بَلْ قَدْ نَاْكُلُ الْجِيَفَ مِنَ الْحَيَوَانِ اَوِ اللُّحُومِ الْبَشَرِيَّةَ لِاَنَّنَا جَائِعُون وَقَدْ يُؤَدِّي الْجُوعُ بِنَا اِلَى الْمَوْت؟ وَلِذَلِكَ كَانُوا رَحِمَهُمُ اللهُ وَقَدِ انْتَقَلُوا جَمِيعاً اِلَى رَحْمَتِهِ تَعَالَى وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ اَحَد؟ يُخْبِرُونَنَا عَنْ اَيَّامِ مَجَاعَةٍ فِي الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ كَانَتْ تُسَمَّى اَيَّامَ سَفَرْ بَرْلِكْ فِي سَنَة 1914 اِنْ لَمْ اَكُنْ مُخْطِئَة؟ وَكَانُوا اِذَا مَاتَ الْحَيَوَان؟ يَذْهَبُ النَّاسُ اِلَيْهِ وَيَاْخُذُونَ مِنْ لَحْمِهِ لِيَاْكُلُوا مِنْهُ؟ وَلِمَاذَا نَبْتَعِدُ اَخِي اِلَى اَيَّام سَفَرْ بَرْلِكْ وَنَحْنُ الْآنَ فِي اَيَّامِنَا نَعِيشُ مَعَ الْبِلَادِ الَّتِي فِيهَا الْمَجَاعَاتُ؟ وَفِيهَا الْحُرُوبُ الطَّاحِنَةُ وَالظَّالِمَةُ؟ وَقَدْ يُضْطَّرُّ النَّاسُ فِيهَا اِلَى اَنْ يَاْكُلُوا مِنَ الْفِئْرَانِ؟ وَاَنْ يَاْكُلُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ طَاهِرٍ اَوْ نَجِسٍ حِفَاظاً عَلَى حَيَاتِهِمْ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَى مِنَ النَّاسِ الْمُتَفَزْلِكِينَ وَالثَّرْثَارِينَ وَقَدْ مَلَؤُوا بُطُونَهُمْ وَاَمْعِدَتَهُمْ وَاَكَلُوا فَوْقَ طَاقَتِهِمْ مِنْ اَجْوَدِ وَاَحْسَنِ الْاَطْعِمَةِ؟ ثُمَّ يَقُولُونَ لَكَ بِكُلِّ وَقَاحَة مِينْ اِلُو نَفِسْ وَجُرْاَة اَنْ يَاْكُلَ مِنَ الْفِئْرَانِ اَوْ مِنَ الْاَطْعِمَةِ الَّتِي وَقَعَ فِيهَا الذُّبَاب؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلاَءِ كَمَا يَقُولُونَ عِنْدَنَا فِي الْاَمْثَالِ النُّصَيْرِيَّة؟ اَلْعُصْفُورُ الْفَقِيرُ مِنْ نَارِ الْجُوعِ اَوِ الشِّوَاءِ يَتَقَلَّى؟ وَالصَّيَّادُ يَتَسَلَّى؟ وَالَّذِي يَاْكُلُ مِنْ ضَرْبِ الْعَصَا لَيْسَ كَالَّذِي يَعُدُّ ضَرَبَاتِهَا؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ اَيْضاً؟ اِنَّ النَّفْسَ الْبَشَرِيَّةَ تَطْلُبُ مِنْكُمْ مِنَ الْاُمُورِ مَايُحَافِظُ عَلَى حَيَاتِهَا وَكَيَانِهَا رَغْماً عَنْكُمْ؟ لِاَنَّكُمْ اِذَا جِعْتُمْ جُوعاً شَدِيداً؟ فَاِنَّكُمْ قَدْ تُحِبُّونَ مِنَ الطَّعَامِ الَّذِي لَاتُحِبُّونَهُ فِي الْحَالَاتِ الْعَادِيَّةِ الَّتِي لَاتَجُوعُونَ فِيهَا رَغْماً عَنْكُمْ؟ وَهَذِهِ حَقِيقَةٌ وَاقِعِيَّةٌ مَلْمُوسَةٌ مَعَ اَكْثَرِ النَّاس؟ فَاَنْتَ اَخِي مَثَلاً اِذَا كُنْتَ جَائِعاً جُوعاً شَدِيداً؟ فَاِنَّكَ تَاْتِي اِلَى الْبَيْتِ بَعْدَ الْعَمَلِ مُتْعَباً مُرْهَقاً؟ وَقَدْ تَجِدُ الطَّبْخَةَ عَلَى النَّارِ وَلَمْ تَنْضُجْ بَعْدُ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّكَ تَبْحَثُ فِي الْبَرَّادِ فَتَاْكُلُ مِنْهُ سَدّاً لِجُوعِكَ وَلَوْ وَجَدْتَّ فِيهِ طَعَاماً لَاتُحِبُّهُ؟ بَلْ اِنَّكَ عِنْدَ الْجُوعِ الشَّدِيدِ تَجِدُ الطَّعَامَ لَذِيذاً وَلَوْ كُنْتَ لَاتُحِبُّه؟ وَبِالْعَكْسِ؟ فَاِنَّكَ حِينَمَا تَكُونُ شَبْعَاناً اَخِي؟ فَاِنَّ اَطْيَبَ الْاَطْعِمَةِ قَدْ لَاتَرُوقُ لَكَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ فَطَرَنَا بِمَعْنَى خَلَقَنَا عَلَى غَرِيزَةِ حُبِّ الْبَقَاءِ فِي حَالَةِ الْجُوعِ الشَّدِيدِ خَاصَّةً رَغْماً عَنَّا؟ فَحِينَمَا اَبَاحَ لَنَا سُبْحَانَهُ اَنْ نَاْكُلَ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ فِي حَالَةِ الضَّرُورَةِ الْقُصْوَى كَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَغَيْرِهَا مِنْ مُحَرَّمَاتِ سُورَةِ الْمَائِدَةِ مِنَ الطَّعَامِ؟ فَاِنَّهُ سَمَحَ لَنَا اَنْ نَاْكُلَ بِقَدْرِ سَدِّ الرَّمَق؟ أيْ بَقَدْرِ مَايَسُدُّ رَمَقَنَا وَيُعْطِينَا كِفَايَتَنَا لِنَبْقَى عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ فَقَطْ؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ عُلَمَاءُ التَّغْذِيَة فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ لُحُومُهَا ضَارَّةً كَالْخِنْزِيرِ وَالْفِئْرَانِ وَغَيْرِهَا؟ فَاِنَّ غَرِيزَةَ حُبِّ الْبَقَاءِ تَتَطَلَّبُ شَيْئاً مِنْهَا؟ فَاِذَا اَخَذَ اَحَدُنَا مِنْ هَذَا الشَّيْءِ بِقَدْرِ مَايَسُدُّ الرَّمَقَ؟ فَاِنَّهُ لَايَضُرُّ جِسْمَه؟ وَسُبْحَانَ الله؟ فَاِنَّ هَذِهِ حَقِيقَةٌ عِلْمِيَّةٌ صَادِقَةٌ بِالدَّلِيلِ الْقَاطِع؟ وَاَمَّا اِذَا اَخَذَ زِيَادَةً عَلَى سَدِّ الرَّمَقِ؟ فَاِنَّ الْجِسْمَ يُصَابُ بِالضَّرَر؟ فَاَنْتَ اَخِي اِذَا كُنْتَ تُرِيدُ اَلَّا تَاْكُلَ مِنَ الطَّعَامِ الَّذِي وَقَعَ فِيهِ الذُّبَابُ فَلَا تَاْكُلْ وَاَنْتَ حُرّ؟ وَلَكِنِ اغْمِسْهُ وَاَطْعِمْهُ غَيْرَكَ مِمَّنْ هُوَ بِحَاجَةٍ مِنَ الْفُقَرَاءِ الْمَسَاكِينَ الَّذِينَ رَاَيْتُهُمْ بِاُمِّ عَيْنِي يَبْحَثُونَ عَنِ الطَّعَامِ فِي الْمَزَابِلِ؟ فَعَرَضْتُّ عَلَى اَحَدِهِمْ صَدَقَةً فَاَبَى اَنْ يَاْخُذَهَا وَقَالَ اِلَيْكِ عَنِّي؟ اُفَضِّلُ اَنْ آكُلَ مِنَ الْخَرَا؟ عَلَى اَنْ اَحْتَاجَ ابْنَ مَرَا؟ وَاَعْتَذِرُ مِنَ الْاِخْوَةِ الْقُرَّاءِ عَلَى هَذِهِ الْاَلْفَاظ؟ وَلَكِنَّهَا حَقِيقَةٌ وَاقِعِيَّةٌ شَاهَدْتُّهَا بِاُمِّ عَيْنِي وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد؟ وَلِذَلِكَ اَقولُ لَكَ اَخِي؟ كُلْ اَوْ لَاتَاْكُلْ فَاَنْتَ حُرٌّ وَلَااِثْمَ عَلَيْك؟ لَكِنْ اِنْ اَرَدْتَّ اَنْ تَتَّبِعَ هَدْيَ رَسُولِ اللهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَلَاتَرْمِيَ بِالطَّعَام؟ فَاغْمِسْ هَذَا الذُّبَابَ كُلَّهُ وَكُلْهُ؟ فَتَكُونُ بِذَلِكَ قَدِ اتَّبَعْتَ اِرْشَادَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ لِاَنَّ فِي بَعْضِ اَحَادِيثِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام اِرْشَادَاتٍ مُسْتَحَبَّةً اَنْتَ لَسْتَ اَخِي مُلْزَماً بِهَا؟ وَحَتَّى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ فَهُنَاكَ اَيْضاً مِنْ هَذِهِ الْاِرْشَادَاتِ غَيْرِ الْمُلْزِمَةِ كَكِتَابَةِ الْعُقُودِ؟ وَمِنْهَا عَقْدُ الْمُدَايَنِةِ اِلَى اَجَلٍ مُسَمَّى؟ وَاَنْتَ حُرٌّ اَخِي فِي اَنْ تَكْتُبَ اَوْ لَاتَكْتُب؟ لَكِنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ يُرْشِدُكَ اِلَى الْكِتَابَةِ مُحَافَظَةً عَلَى حَقّكَ لِئَلَّا يَضِيع؟ فَاِذَا ضَاعَ فَلَا تَلُومَنَّ اِلَّا نَفْسَكَ؟ لِاَنَّكَ لَمْ تَكْتُبْ مَااَرْشَدَكَ اللهُ اِلَيْهِ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَه{وَلَاتَسْاَمُوا اَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً اَوْ كَبِيراً اِلَى اَجَلِه( نَعَمْ اَخِي وَآيَةُ الْمُدَايَنَةِ مَعْرُوفَةٌ اَنَّهَا اَطْوَلُ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ كُلِّهِ؟ وَمَوْجُودَةٌ اَيْضاً فِي اَطْوَلِ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ كُلّهِ وَهِيَ سُورَةُ الْبَقَرَة؟ وَمَوْجُودٌ فِي السُّورَةِ اَيْضاً اَفْضَلُ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ كُلّهِ وَهِيَ آيَةُ الْكُرْسِي؟ وَاَمَّا دَلِيلُنَا اَنَّ الْاَمْرَ بِكِتَابَةِ عَقْدِ الْمُدَايَنَةِ هُوَ مِنْ بَابِ الْاِرْشَادِ لَا الْاِلْزَام فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَاِنْ اَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً(فَلَا دَاعِيَ لِكَتَابَةِ عَقْدِ الْمُدَايَنَةِ وَاِنَّمَا{فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ اَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّه(وَاَمَّا اِذَا وَقَعْتَ اَخِي الدَّائِن فِي ضَرَرِ نُكْرَانِ الْحَقِّ وَجُحُودِهِ مِنَ الطَّرَفِ الْآخَرِ الْمَدِين؟ فَلَا تَلُومَنَّ اِلَّا نَفْسَكَ؟ لِاَنَّ الْقُرْآنَ يَقُولُ لَكَ؟ اَنَا اَرْشَدْتُّكَ اِلَى الْكِتَابَةِ؟ مِنْ اَجْلِ تَوْثِيقِ حَقّكَ؟ لَكِنْ اَنْتَ لَمْ تَاْخُذْ بِهَذِهِ الْاِرْشَادَات؟ وَجَنَتْ عَلَى نَفْسِهَا بَرَاقِش؟ وَاَقُولُ وَبِاللِه التَّوْفِيق؟ وَلَا اُزَكِّي نَفْسِي؟ وَلَااُزَكِّي عَلَى اللهِ اَحَداً؟ اَنَا اُوَافِقُ الْعُلَمَاءَ وَبِتَحَفّظٍ شَدِيدٍ عَلَى عَدَمِ كِتَابَةِ عَقْدِ الدَّيْنِ فِي حَالَةِ الْاَمَان؟ لَكِنْ مَايُدْرِيكُمْ اَنَّ الْمَدِينَ حَتَّى وَلَوْ كَانَ اَمِيناً؟ فَاِنَّهُ قَدْ يَمُوتُ قَبْلَ مَوْعِدِ سَدَادِ الدَّيْن؟ وَمَايُدْرِيكُمْ اَنَّ حَقَّ الدَّائِنِ قَدْ يَضِيعُ عِنْدَ وَرَثَةِ الْمَدِينِ الْخَائِنِينَ لِلْاَمَانَة؟ وَحَتَّى وَلَوْ كَانَ هَؤُلاَء ِالْوَرَثَةُ اُمَنَاءَ؟ فَمَا يُدْرِيكُمْ اَنَّ حَقَّ الدَّائِنِ سَيَصِلُ اِلَيْهِ كَامِلاً؟ لِاَنَّهُ لَوْ وَصَلَ اِلَيْهِ كَامِلاً؟ فَقَدْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ ضَرَرٌ كَبِيرٌ بِالْوَرَثَة؟ وَقَدْ يَسْتَغْرِقُ الدَّيْنُ جَمِيعَ اَمْوَالِ التَّرِكَةِ وَلَايَبْقَى لِلْوَرَثَةِ شَيْءٌ مِنْهُ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارّ(بِمَعْنَى اَوْ قَضَاءُ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ بِالْوَرَثَةِ؟ وَهُوَ الدَّيْنُ الَّذِي تَرَكَهُ الْمَيِّتُ وَلَمْ يَقُمْ بِسَدَادِهِ؟ اَوْ سَدَّدَ قِسْماً مِنْهُ وَبَقِيَ عَلَيْهِ قِسْمٌ آخَرُ بِذِمَّتِه؟ وَلِذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ مِنْ كِتَابَةِ عَقْدِ الدَّيْنِ؟ مِنْ اَجْلِ ضَمَانِ وَفَاِئِهِ بِالتَّقْسِيطِ الْمُرِيحِ عَلَى جَمِيعِ الْوَرَثَةِ؟ حَتَّى لَايَلْحَقَهُمْ وَيَلْحَقَ الدَّائِنَ ضَرَرٌ بِسَبَبِ هَذَا الدَّيْن؟ فَلَا بُدَّ اَنْ يَبْقَى لَهُمْ شَيْءٌ مِنْ اَمْوَالِ التَّرِكَةِ؟ حَتَّى يَقُومُوا بِاسْتِثْمَارِهِ؟ مِنْ اَجْلِ وَفَاءِ الدَّيْنِ مِنْ اَرْبَاحِ التَّرِكَةِ الْحَلَال؟ فَقَدْ يَمُوتُ الدَّائِنُ اَيْضاً قَبْلَ اَنْ يَسْتَوْفِيَ حَقَّهُ مِنْهُمْ كَامِلاً؟ وَلِذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ مِنَ الْكِتَابَةِ وَالْاِشْهَادِ حَتَّى لاَيَضِيعَ حَقُّ الدَّائِنِ مَهْمَا طَالَتِ الْاَيَّامُ وَحَتَّى لَايَسْقُطَ بِالتَّقَادُم؟ وَحَتَّى يَسْتَمِرَّ اسْتِيفَاءُ الْحَقِّ بِالتَّقْسِيطِ الْمُرِيحِ مِنْ وَرَثَةِ الْمَدِينِ اِلَى وَرَثَةِ الدَّائِنِ بَعْدَ مَوْتِهِ؟ فَلَايَسْقُطُ شَيْءٌ بِالتَّقَادُمِ عِنْدَ اللهِ اَبَداً مِنْ حُقُوقِ النَّاس؟ اِلَّا اِذَا عَفَوْا عَنْهَا وَسَامَحُوا صَادِقِينَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لَاحَيَاءً وَلَاخَجَلاً وَلَاخَوْفاً؟؟ وَاَمَّا فِي حَالَةِ الْخِيَانَةِ وَالْمُمَاطَلَةِ وَالنَّصْبِ وَالِاحْتِيَالِ؟ فَاِنِّي لَااُوَافِقُ الْعُلَمَاءَ فِي قَوْلِهِمْ عَنْ كِتَابَةِ الدَّيْنِ اَنَّهَا مِنْ بَابِ الْاِرْشَاد؟ وَاِنَّمَا اَقُولُ وَاُفْتِي فَتْوَى قَاطِعَة لَارَجْعَةَ عَنْهَا وَلَااَخْشَى فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِم؟ اَنَّهَا مِنْ بَابِ الْفَرْضِ وَالْاِلْزَام؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلسَّاكِتُ عَنْ حَقّهِ شَيْطَانٌ اَخْرَس(وَالْعِبْرَةُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ لِعُمُومِ اللَّفْظِ لَالِخُصُوصِ السَّبَب؟ وَعُمُومُ اللَّفْظِ يَقْتَضِي كِتَابَةَ عَقْدِ الدَّيْنِ كَمَا اَمَرَ اللهُ مِنْ اَجْلِ تَوْثِيقِ الْحَقّ؟ وَالْمَعْنَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ يَحْتَمِلُ بِقُوَّةٍ مَعْنىً آخَرَ اَيْضاً؟ وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِمَا مَعْنَاه [اَلسَّاكِتُ عَنْ تَوْثِيقِ حَقّهِ وَتَسْجِيلِهِ وَالْاِشْهَادِ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ اَخْرَس(بِمَعْنَى اَنَّ الْمُسْتَهْتِرَ فِي حِفْظِ حَقّهِ وَتَوْثِيقِهِ وَالْاِشْهَادِ عَلَيْهِ هُوَ شَيْطَانٌ اَخْرَسُ اَيْضاً؟ وَكَذَلِكَ الْمَرْاَةُ الَّتِي تَرْضَى بِعَقْدِ زَوَاجٍ عُرْفِيٍّ دُونَ تَوْثِيقِهِ وَدُونَ تَسْجِيلِهِ فِي الْمَحْكَمَة فَهِيَ شَيْطَانَةٌ خَرْسَاءُ اَيْضاً بِنَصِّ الْحَدِيثِ الشَّرِيف؟ فَلَا تَلُومَنَّ اِلَّا نَفْسَهَا اِذَا اَنْكَرَ عَلَيْهَا زَوْجُهَا اَوْ اَهْلُ زَوْجِهَا حَقَّهَا مِنْ مَهْرِهَا وَنَفَقَتِهَا وَنَفَقَةِ اَوْلَادِهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ اَوِ الْبَعِيد؟ وَلِذَلِكَ وَنَكَايَةً وَنَكَالاً مِنَ اللهِ بِالْمُسْتَهْتِرِينَ؟ فَاِنَّ يَدَ السَّارِقِ لًاتُقْطَعُ اَبَداً اِذَا سَرَقَ مِنْ اِنْسَانٍ مُسْتَهْتِرٍ فِي حِفْظِ حُقُوقِهِ وَاَمْوَالِهِ وَلَا يُغْلِقُ عَلَيْهَا بِالْقُفْلِ وَالْمِفْتَاح؟ لِاَنَّ هَذَا اَيْضاً شَيْطَانٌ مُسْتَهْتِرٌ اَخْرَس؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُونَ فِي الْاَمْثَالِ الشَّعْبِيَّة؟ اَلْمَالُ الدَّاشِرُ يُعَلّمُ عَلَى السَّرِقَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ الْمَالُ الْمُهْمَلُ غَيْرُ الْمُرَاقَبِ وَغَيْرُ الْمَحْفُوظِ وَغَيْرُ الْمُغْلَقِ عَلَيْهِ بِاِحْكَام؟ يُغْرِي مَنْ يَنْظُرُ اِلَيْهِ عَلَى سَرِقَتِهِ؟ وَالْخُلَاصَةُ اَخِي اَنَّ حَدِيثَ الذُّبَابِ هَذَا ثَابِتٌ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَلَايَعْتَرِضُ عَلَيْهِ اِلَّا مَنْ لَيْسَ عِنْدَهُمْ خَلَاقٌ اَوْ نَصِيبٌ مِنَ الْعِلْمِ اَوِ التَّفَكُّرِ مِنْ اَصْحَابِ الْوَقَاحَةِ فِي قَوْلِهِمْ اِنَّ الْعِلْمَ لَمْ يَكْتَشِفْ ذَلِكَ بَعْدُ؟ لِاَنَّهُمْ يُرِيدُونَ مِنَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ اَنْ يَخْضَعَا لِعِلْمِهِمْ وَاَهْوَائِهِمْ؟ وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ{وَمَااُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ اِلَّا قَلِيلَا{وَاَنْزَلْنَا اِلَيْكَ الذّكْرَ(وَهُوَ اَحَادِيثُ النَّبِيِّ وَمِنْهَا حَدِيثُ الذُّبَاب{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَانُزِّلَ اِلَيْهِمْ(مِنَ الْقُرْآن{وَنَزَّلْنَا الْقُرْآنَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ(مِنَ الذُّبَابِ وَالْبَعُوضِ وَالْحَشَرَاتِ وَالْمَخْلُوقَاتِ وَمَاخَفِيَ كَانَ اَعْظَم؟ وَنَقُولُ لِلشِّيعَةِ الْمُعَانِدِينَ الْمُتَعَنِّتِين{اِنَّ اللهَ لَايَسْتَحْيِي اَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا(أيْ فَمَا هُوَ اَحْقَرُ مِنْهَا؟ وَكَيْفَ تُرِيدُونَ مِنَ اللهِ اَنْ يَسْتَحْيِيَ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ يَاقَلِيلِي الذَّوْقِ وَالْاَدَبِ وَالْحَيَاءِ مَعَ اللهِ وَمَعَ رَسُولِهِ وَمَعَ اَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِي رَوَى حَدِيثَ الذُّبَاب؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدْ قَرَاْتُ فِي بَعْضِ مَجَلَّاتِ الطّبِّ الْحَدِيثِ؟ اَنَّ الذُّبَابَةَ تَمْلِكُ جَنَاحَيْنِ؟ اِحْدَاهُمَا فِيهِ جُرْثُومَة؟ وَالْآخَرُ مُضَادٌّ لِهَذِهِ الْجُرْثُومَة؟ فَاِذَا اجْتَمَعَا مَعاً قَضَى الثَّانِي الْمُضَادّ عَلَى الْاَوَّلِ صَاحِبِ الْجُرْثُومَة؟ بِمَعْنَى قَضَى عَلَى الْجُرْثُومَةِ بِمَا يَحْمِلُهُ مِنْ مُضَادَّاتٍ لَهَا؟ وَهَذَا يَزِيدُنَا اِيمَاناً عَلَى اِيمَان؟ فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِمَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِيمَاناً كَامِلاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْاِيمَانُ عَلَى رَاْيِ جُمْهُورِ عُلَمَاءِ التَّوْحِيدِ قَابِلٌ لِلزِّيَادَةِ؟ كَمَا اَنَّهُ قَابِلٌ لِلنُّقْصَان؟ وَلَيْسَ مَنْ سَمِعَ كَمَنْ رَاَى؟ بِمَعْنَى اَخِي اَنَّنَا حِينَمَا نَسْمَعُ نُؤْمِنُ بِمَا سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ الله؟ لَكِنْ حِينَمَا نَرَى بِاُمّ اَعْيُنِنَا مَانَرَاهُ مِنْ مُصَادَقَةِ هَذِهِ الْمَجَلَّاتِ مِنَ الطّبِّ الْحَدِيثِ عَلَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَاِنَّنَا نَزْدَادُ اِيمَاناً عَلَى اِيمَان؟ وَلَيْسَ مَنْ سَمِعَ كَمَنْ رَاَى؟ لِاَنَّ مَنْ سَمِعَ قَدْ يُؤْمِنُ؟ فَاِذَا رَاَى فَاِنَّهُ يَزْدَادُ اِيمَاناً عَلَى اِيمَان؟ بِدَلِيلِ قَوْلِ اِبْرَاهِيمَ لِرَبِّهِ سُبْحَانَهُ{رَبِّ اَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى؟ قَالَ اَوَلَمْ تُؤْمِنْ؟ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ رَبَّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَشْبَعَ لِاِبْرَاهِيمَ هَذِهِ الْغَرِيزَةَ وَهِيَ غَرِيزَةُ حُبِّ الِاطّلَاعِ؟ فَاَمَرَهُ اَنْ{خُذْ اَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ اِلَيْكَ؟ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً؟ ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَاْتِينَكَ سَعْياً؟ وَاعْلَمْ اَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيم(فَازْدَادَ اِيمَاناً عَلَى اِيمَان؟ فَنَحْنُ اَخِي لَانَرْفُضُ أيَّ حَدِيثٍ صَحِيحٍ لِمُجَرَّدِ اَنَّهُ لَايَتَمَشَّى مَعَ هَوَانَا اَوْ مَعَ قُصُورِنَا الْعِلْمِي ثُمَّ نَقُولُ جَازِمِينَ اَنَّهُ حَدِيثٌ لَاصِحَّةَ لَهُ لَا؟ وَاِنَّمَا يَجِبُ اَنْ نُسَارِعَ اِلَى تَصْدِيقِ اللهِ وَرَسُولِهِ فَوْراً؟ وَاَلَّا نَتَسَرَّعَ فِي اِنْكَارِ مَاسَمِعْنَاهُ وَاِنْ كَانَ لَايَرُوقُ لَنَا؟ وَاَنْ نُنْعِمَ النَّظَرَ وَاَنْ نُفَكِّرَ حَتَّى نَكُونَ مِنَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ كَمَا قَالَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَمَا سَاَلَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ؟ هَلْ تُصَدِّقُ صَاحِبَكَ مُحَمَّد يَااَبَا بَكْرٍ بِمَا يَقُول؟ فَقَالَ اَبُو بَكْرٍ وَمَاذَا يَقُول؟ فَقَالُوا يَزْعُمُ اَنَّهُ اُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ اِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اُصَدِّقُهُ بِمَا هُوَ اَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ فِي خَبَرِ السَّمَاء؟ وَيَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ لَوْ رَاَيْتُ الْجَنَّةَ بِعَيْنِي؟ فَاِنِّي اُصَدِّقُ رَسُولَ اللهِ وَلَااُصَدِّقُ عَيْنِي؟ لِاَنَّ عَيْنَايَ قَدْ تَخُونَانِنِي؟ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ لَايَخُونُنِي؟ وَقَدْ كَانَ كُفَّارُ مَكَّة َجَمِيعُهُمْ يَشْهَدُونَ عَلَى اَمَانَتِهِ وَصِدْقِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُنْذُ طُفُولَتِهِ وَنُعُومَةِ اَظْفَارِه؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدْ تَرَاجَعَ الدُّكْتُور اَحْمَد زَكِي مُدِيرُ مَجَلَّةِ الْعَرَبِي عَنْ رَاْيِهِ السَّلْبِيِّ فِي حَدِيثِ الذُّبَابِ؟ حِينَمَا اَقْنَعَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ وَالْمُخْتَصِّينَ الْمِصْرِيِّينَ بِصِحَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ؟ وَاَعْلَنَ عَلَى الْمَلَاِ نَدَمَهُ وَتَوْبَتَهُ اِلَى اللهِ وَتَرَاجُعَهُ عَنْ طَعْنِهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ كَمَا كَانَ يَطْعَنُ بِهِ الشِّيعَةِ وَهُوَ مِنْ اَصَحِّ الْاَحَادِيثِ؟ وَالرُّجُوعُ عَنِ الْخَطَاِ فَضِيلَة؟ فَلَا نُسْرِعْ يَااَخِي بِالْحُكْمِ عَلَى حَدِيثٍ ثَابِتٍ بِعُقُولِنَا الْقَاصِرَةِ اَنَّهُ غَيْرُ صَحِيح؟ وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ مِنَ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ الْمُهْتَدِينَ اِلَى تَوْحِيدِهِمْ وَطَرِيقَتِهِمْ وَمَنْهَجِهِمُ الْقَوِيم؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله غصون؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين

سبحان الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.