وجه المرأة هو أصل زينتها وموضع جمالها وفيه تجتمع محاسن المرأة ويبدو فيه جمال الخلقة، ولهذا فإن الناس يطلبون جمال المرأة لا يسألون إلا عن الوجه فإذا كان جميلا لم يهتموا بما عداه في باب الجمال.
ولهذا خلقه الله تعالى خاليا من الشعر إلا من شعر الحاجبين وأهداب العين فشعر الحاجبين فيه مع الحسن والجمال وقاية للعين مما ينحدر من الرأس من عرق وغيره.
ولهذا حرم الإسلام العبث بالحاجبين وأهداب العين ولعن النامصة والمتنمصة.
سئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم نتف حواجب المرأة لاسيما إذا كان الحاجبان عريضين وينزعج منهما الزوج فهل لها تهذيبهما تجملا لزوجها؟
الجواب: نتف حواجب المرأة لا يجوز وهو من النمص الذي لعن رسول الله-صلى الله عليه وسلم فاعله، فالنامصة هي التي تفعله بغيرها والمتنمصة هي التي تطلبه من غيرها، وكذلك إذا فعلته بنفسها وهذا حرام ولا يجوز والله له الحكمة فيما يقدره لعباده فمن الناس من يكون جميل الشكل، ومنهم من هو سوى ذلك، والأمر كله بيد الله عز وجل، والواجب على المرء أن يصبر ويحتسب الأجر من الله عز وجل، ولا ينتهك محارمه من أجل شهواته.
والذي أرى أنها لا تأخذ منه شيئا مطلقا، اللهم إلا إذا كان هناك شيء من الشعر خارجا عن نطاق الحواجب، مثل أن يكون فيها شامة يكون عليها شعر، فيمكنها أن تزيله لأنه في هذه الحال إزالة عيب مشوة، وليس تحصيل جمال.
كذلك يحرم إزالة الحواجب الأصلية والاستغناء عنها بحواجب اصطناعية ملونة لما فيه من تغيير الخلقة والأضرار الناجمة عن وضع المادة الكيميائية على الحواجب، أما إذا ظهر للمرأة شارب أو لحية فما هو الحكم؟
قال النووي: يستثنى من النماص ما إذا نبت للمرأة لحية أو شارب أو عنفقة فلا يحرم عليها إزالتها بل يستحب.
ويرى د. وهبة أحمد حسين أستاذ الأمراض الجلدية: إن إزالة شعر الحواجب بالوسائل المختلفة ثم استخدام أقلام الحواجب وغيرها من مكياجات الجلد لها تأثيرها الضار فهي مصنوعة من مركبات معادن ثقيلة، وإن إزالة شعر الحواجب بالوسائل المختلفة ينشط الحلمات الجلدية فتتكاثر خلايا الجلد وفي حالة توقف الإزالة ينمو شعر الحواجب بكثافة ملحوظة وأن كنا نلاحظ أن الحواجب الطبيعية تلائم الشعر والجبهة واستدارة الوجه .