تخطى إلى المحتوى

حديث شريف يدهشني جامع لخيري الدنيا والاخرة تعالوا اقرأوا 2024.

أخرج الإمام أحمد والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت رديف النبي فقال: ((يا غلام أو يا غليم، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ قلت: بلى، فقال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)) وفي رواية: ((واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا)).

لقد علم النبي ابن عباس ذلك الغلام الفذ علّمه تلك الوصايا العظيمة الجامعة لسعادة الدنيا والآخرة، وفيه درس عظيم لنا في أن نعلم أبناءنا ونساءنا ما ينفعهم في الدنيا والآخرة، وبث النصح والتوجيه المستمر، وفي الوقت المناسب، لتكون مصابيح في طريقهم إلى الخير.
أما قول النبي : ((احفظ الله يحفظك))، في هذا يعني حفظ حدود الله بلا تجاوز، وحفظ حقوقه، وأوامره ونواهيه، وذلك باتباع أوامر الله سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه، جاء في الأثر: إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحرم حُرُمات فلا تنتهكوها، وحد حدودا فلا تعتدوها.

ومن حفظ الله للعبد أن يحفظه في بدنه وقوته وعقله وماله، وكان أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة وهو ممتع بعقله وقوته فوثب يوما من سفينة كان فيها إلى الأرض وثبة شديدة، فعوتب على ذلك، فقال: هذه جوارح حفظناها في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر .

والنوع الثاني من الحفظ وهو أشرفها وأفضلها: حفظ الله تعالى لعبده في دينه، فيحفظ عليه دينه وإيمانه في حياته من الشبهات المردية والبدع المضلة، والشهوات المحرمة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفاه على الإسلام فأي نعمة أعظم من هذه، وأي سعادة أعظم من هذه السعادة، في الوقت الذي يتهاوى فيه كثير من الناس في الشهوات والشبهات، وقد ثبت في الصحيحين من حديث البراء بن عازب أن النبي علم أن يقول عند منامه: ((اللهم إن قبضت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)).

وكان النبي إذا ودع من يريد السفر يقول له: ((أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك)) وفي رواية وكان يقول: ((إن الله إذا استودع شيئا حفظه)).

ومن حفظ الله للعبد أن يحول بينه وبين الوقوع في المعصية كما حفظ يوسف عليه السلام: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [يوسف 24] وسمع عمر رجلا يقول: اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه، فحُل بيني وبين معاصيك، فأعجب عمر ودعا له بخير. وقال الحسن عندما ذكر أهل المعاصي قال: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم.

ومن أنواع حفظ الله لعبده في دينه أن العبد قد يسعى في سبب من أسباب الدنيا من الولايات أو التجارات أو غير ذلك، فيحول الله بينه وبين ما أراده لما يعلم له من الخيرة في ذلك وهو لا يشعر مع كراهيته لذلك.
قال ابن مسعود : إن العبد ليهمّ بالأمر من التجارة أو الإمارة فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإني إن يسرته له أدخلته النار فيصرفه الله عنه، فيظل يتطير، يقول: سبقني فلان، دهاني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل.

لا تنسوني من صالح دعائكم

بارك الله بكي وجزاك الله خير

يزاج الله خير

جزاج الله ألف خير
وموفقة بإذن الله

سبحان الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.