فرض صوم شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة ، وقد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع كفر من جحد فرضيته ، قال الله سبحانه وتعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ).
والصوم هو في حقيقته ابتلاء للمؤمنين واختبارلهم ؛سئل الشافعي عن قول الله عز وجل : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } قال : الجوع : جوع شهر رمضان ، والابتلاء هو الاختبار للمؤمن فيما إذا أصاب البشارة كونه صبر على هذا الابتلاء حيث يأمرون بالصبر عند الابتلاء ، والشكر عند الرخاء .
فالابتلاء يجب معه الصبر حيث يكف المسلم نفسه عن شهواتها في هذا الشهر العظيم ، يدفعه إلى ذلك خشية الله تعالى . والصيام يحيي القلب ، ويزهد في الدنيا ، ويرغب فيما عند الله ويزكي النفس ، ويقيمها على تقوى الله.
إنّ الله جعل بعض الأزمان له خاصيّة وفضيلة في مضاعفة الأعمال ومن بين كرم الله علينا في مثل هذا الشهر الذي يَجري فيه الخير انه يهبط إلى السماء ويقول : هل من سائل يُعطى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنَّ الله تعالى ليُمْهِل في شهر رمضان كُلَّ ليله حتى اذا ذهب الليل الأول هبط إلى السماء ثم قال : هل من سائلٍ يعطى ، هل من مستغفر يغفر له ، هل من تائبٍ يتاب عليه» (1) .
ويسمى شهر القرآن حيث " أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان ، و أنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، و أنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان ، و أنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان ، و أنزل القرآن لأربع و عشرين خلت من رمضان ".(2)
ولقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يبشر به أصحابه ويقول : « قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم » .
وفي حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه » . رواه أحمد وأصحاب السنن .
وجاء في الترهيب عن الفطر في رمضان استهتارا ولغير عذر ، في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : « عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة ، عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم شهادة أن لا إله إلا الله ، والصلاة المكتوبة وصوم رمضان » .
وجاء في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : « من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة رخصها الله لم يقض عنه صيام الدهر كله وإن صامه » . رواه أبو داود وغيره . ذلك لأن رمضان ليس له مثيل في فضله وشرفه ومزاياه .
قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فانه لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جنة – بضم الجيم ، أي وقاية من المعاصي – فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث – أي لا يفحش في القول – ولا يصخب – أي لا يرفع صوته حتى بالكلام المباح أدبا مع الصيام – ولا يجهل – أي لا يتجنى على أحد بسباب أو قتال – ، فإن شاتمه أحد ، أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك – والخلوف تغير رائحة الفم بسبب الصوم – وللصائم فرحتان يفرح بهما : إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه » . أي بالجزاء العظيم الكريم على الصيام ، رواه أحمد والنسائي ومسلم .
كان صلى الله عليه وسلم يعَجِّل الفطر، ويحث عليه، ويتسحر ويحث عليه، ويؤخره ويرغب في تأخيره.
وكان يفطر قبل أن يُصلي، وكان فطره على رطبات إن وجدها، فإن لم يجدها، فعلى تمرات، فإن لم يجد فعلى حسوات من ماء.
وكان يقول إذا أفطر: « ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى » [صحيح أبي داود].
وكان من هديه في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان.
وكان يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف.
وكان يخصه من العبادات بما لا يخص به غيره، حتى إنه ليواصل فيه أحيانًا، وكان ينهي أصحابه عن الوصال، وأذن فيه إلى السحر.
ورخص للمريض والمسافر أن يفطر ويقضيا، والحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما كذلك، قال ابن القيم: وإن خافتا على ولديهما زادتا مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم. وهذا روي عن ابن عمر وابن عباس وهو قول الشافعي وأحمد.
وتقبل الله طاعاتكم
(1) رواه ابن أبي عاصم في كتاب ((السنة)) (513) وصححه الألباني. رواه ابن أبي عاصم في السنة "ح513" واللالكائي "ح766" قال العلامة الألباني: إسناده صحيح.
(2) قالهه الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 104
زياد أبو رجائي
————————————————————————
إن كُنْتَ في نعمةٍ فَارْعاها !! .. إِنَّ المعاصي تَزيلُ النِّعَمَ
اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ يُبَشَّرُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِرَوْحٍ وَرَيْحانٍ، وَرَبٍّ رَاضٍِ غَيْرِ غَضْبانِ
اللهم اغفر لـ يوسف و إبراهيم و محمد و هزاع و ارحمهم برحمتك
اللهم اغفر لـ المسلمين و المسلمات و المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم و الأموات
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مبارك عليكم شهر رمضان الكريم
اغتنم شهر رمضان ولا تضيع منه لحظة
فلا تدري في أي وقت تنزل عليك الرحمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن لله في أيام الدهر نفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا )) [ السلسلة الصحيحة ]
يمكنكم ختم القرآن خلال 3 أيام مرة واحدة و ذالك كالتالي :
قبل صلاة الفجر [جزء]
بعد صلاة الفجر [جزء]
قبل صلاة الظهر [جزء]
بعد صلاة الظهر [جزء]
قبل صلاة العصر [جزء]
بعد صلاة العصر [جزء]
قبل صلاة المغرب [جزء]
بعد صلاة المغرب [جزء]
قبل صلاة العشاء [جزء]
بعد صلاة العشاء [جزء]
العدد الكلي / عشرة أجزاء و القرآن ثلاثين جزء ، كل يوم عشرة أجزاء ، خلال ثلاث أيام ختمة .
هناك أوقات لا نستطع أن نقرآ القرأن بها
يمكن إستبدالها بوقت الضحى و وقت الليل
و وفقكم الله للخير و تقبل منكم صالح الاعمال .
اعلم انه ليس العبرة من قراءة القرآن كثرة الختمات في شهر رمضان
ولكن العبرة بتدبر القرآن وتفهمه والخشوع عند قراءة آياته
فإن جمعت بين كثرة القراءة مع التدبر والخشوع فهذا الأكمل
وهذا ما كان عليه سلفنا الصالح رحمهم الله
فكن عالي الهمة في رمضان
غفر الله لي و لكم أخوتي بالله
و أعانا و إياكم على ختم القرآن
أكثر من ختمة بالشهر الفضيل