تحتوى حبات العنب التي نأكلها على كنز من المواد الغذائية النافعة والمفيدة في شفاء العديد من الأمراض.. ومما يدعو للدهشة أن تجد أن هناك مصحات طبية تقوم على العلاج بالعنب في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا ودول أوروبية عديدة.
وقد أكدت العديد من الدراسات العلمية والطبية أن العنب يحمى الإنسان من أمراض (السرطان، نقص المناعة، القلب، الكبد، والشيخوخة.. وغيرها).
وقد عرف المصريون القدماء العنب، وله مكانة خاصة عندهم، حتى أنهم قدسوا شجرته وكتبوا عنه في بردياتهم واعتبره بعض الأقوام رمزاً للخصب مع حبوب القمح الناضجة.
العنب ورد ذكره في القرآن الكريم وقد عرف الإنسان أنواعاً كثيرة من العنب منذ عهد نوح عليه السلام، وورد ذكره فى التوراة والإنجيل وفى إحدى عشرة أية من القرآن الكريم، فى سورة (البقرة، والنحل، والرعد) وآيات أخرى كثيرة من القرآن الكريم ورد بها ذكر العنب.
ملك الفاكهة..
أغني الفواكه بالمواد الغذائية..
ويعتبر العنب من أغنى الفواكه بالمواد الغذائية التى يحتاجها الجسم، فهو يقوي الجسم ويجدد أنسجته ويعالج الكثير من أمراضه.. حيث يحتوى على نسبة عالية من (الكالسيوم، الفوسفور، الحديد، البوتاسيوم، وفيتامينات أ، ب، ج) وتبلغ نسبة المواد السكرية به نحو 15% منها حوالى 10% جلوكوز، ويسمى ‘سكر العنب’، والنوع الثاني هو ‘سكر الفاكهة’ وهما من أهم وأغنى وأسهل الأغذية التى تقدم للإنسان.. فهما يمتصان فى الدم مباشرة دون أن يبذل الجسم أي مجهود لهضمهما.
والمحتويات السكرية فى العنب يخزنها الكبد للاستفادة منها عند الحاجة إليها كالصيام مثلاً، فالسكريات هى المادة الأساسية للاحتراق وإنتاج الطاقة اللازمة للنشاط والحيوية، كما أن قشر العنب غنى بفيتامين (ب) المركب الذى يدخل فى عمليات حيوية كثيرة فى جسم الإنسان وهو عامل مهم فى سلامة الجهاز العصبي، أما فيتامين (ج) الموجود فى العنب بكمية لا بأس بها فإنه يرفع من مناعة الجسم ويقلل من احتمالات إصابته بالميكروبات والجراثيم، هذا بالإضافة إلى احتواء العنب على مواد بروتينية ومواد دهنية وحمض الليمون وحمض الطرطير وحمض النيكوتينيك وغيرها من العناصر الفعالة الأخرى، مع العلم بأن كل 100 جرام من العنب تعطى 268 سعراً حرارياً.
العنب الأحمر يحمي من السرطان وأمراض القلب
وقد توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن عصير ‘العنب الأحمر’ يسهم فى الوقاية من السرطان وأمراض القلب وتحسين الوظائف الدماغية والذهنية.
كما يساعد أيضاً فى علاج أمراض الرئة، حيث إن مركب ‘ديزافيراتول’ الموجود فيه يساعد فى تثبيط الالتهابات الرئوية، كما يساعد العصير نفسه فى علاج انسداد الرئة الناتج عن التدخين الذى يؤدى إلى تدهور حالة الرئتين.
مركبات الفلافونويد وسائل حماية للجسم
كما أن مركبات ‘الفلافونويد’ المهمة صحياً تتواجد بتركيزات عالية فى العنب ومنتجاته، خاصة فى أصنافه الملونة الداكنة ‘الحمراء والبنفسجية والسوداء’ والتى تصل إلى أكثر من 30 مركباً وعنصراً فعالاً، والتى تتواجد بالقرب من قشرة العنب، حيث يصل تركيز هذه المواد الفعالة فى العنب الأحمر والأسود إلى أكثر من (920 مجم/كجم) مقارنة بوجود (260مجم/كجم) منها فى العنب الأخضر، وتعتبر هذه المواد الفعالة ‘مضادات أكسدة’ قوية تحمي الجسم من العديد من الأمراض الخطيرة.
وتؤكد الدراسات الحديثة الفوائد الصحية والعلاجية لهذه المواد الفعالة التى توجد فى العنب ومنتجاته، خاصة تأثيراتها المفيدة المضادة للالتهابات ولسموم الكبد وللبكتيريا والفيروسات ولبعض حالات الحساسية ولتجلط الدم والمضادة لكل عمليات الأكسدة الضارة بصحة وسلامة الجسم، فهذه المواد الفعالة تثبط أكسدة الكوليسترول الضار فى الجسم، مما يساعد على الحماية من خطر التعرض للإصابة بتصلب الشرايين، كما أنها مضادة للقرحة، وتوفر الحماية للجسم ضد تأثير الأشعة فوق البنفسجية.
العنب به مواد تحمي من خطر التعرض للجلطات
وتوضح الدراسات أيضاً أن العنب به مواد تثبط من تجمع الصفائح الدموية المكونة للتجلط مما يحمى الجسم من خطر التعرض للإصابة بالجلطة، وأمراض القلب.
أهم الفوائد العلاجية للعنب..
وقد أكدت الإحصاءات الخاصة بمرض السرطان أن الإصابة به تكاد تكون معدومة فى البلدان التى يكثر فيها ‘العنب’.. حيث يعد عنصراً رئيسياً يدخل فى معظم أغذية السكان، كما تؤكد نتائج البحوث التى أجريت لمعرفة مدى فائدة وتأثير استعمال العنب كعلاج للسرطان أن المريض يتخلص من آلامه خلال بضعة أيام ولا يحتاج إلى عقاقير مهدئة أو منومة، وفى الحالات القابلة للشفاء كان المريض يتقدم ببطء نحو الشفاء بفضل ما للعنب من أثر فعال فى تنقية الدم وإزالة الاضطراب المفاجئ فى نمو أنسجة الجسم.
وقد عرفت شعوب أوروبا العلاج بالعنب منذ مئات السنين، واهتمت بزراعته لعلمها بفوائده الصحية وقدرته الشفائية لكثير من الأمراض..
وفى ألمانيا مثلاً، يوجد العديد من الأطباء الذين يستخدمونه فى العلاج، منهم (د. هيومان ريدر، ود. مارتين زيلو) حيث يتم تناول وجبات من عصير العنب لعدة أيام أو أسابيع أو شهور دون تناول أى طعام آخر باستثناء الماء.. وتتوقف مدة تناول العنب حسب طبيعة المرض.
وفى أوروبا هناك أيام تسمى بـ ‘أيام العنب’ حيث تقوم المصحات العلاجية بتغذية المريض بنحو من (1 إلى 1.5) كيلوجرام من العنب فقط بدون أي إضافات أو يعطى نحو (1 إلى 1.5) لتر من عصير العنب الطازج لشربه على دفعات طوال اليوم، حيث إن القيمة العلاجية للعنب تظهر فى تنقيته للدم وتجديد العصارات فى الجسم ووقايته من الانهيار وعلاج فقر الدم، وهو حيوى جداً فى مراحل النقاهة، كما أن العنب هاضم ومنشط للعضلات والأعصاب، ومجدد للخلايا وطارد للسموم، ويحمى من الإرهاق والهزال وضعف الأعصاب، والعظام، واضطرابات الكبد، والطحال، كما يستعمل عصير العنب لغسل الوجه ولترطيبه وتجميله.
أما الزبيب وهو العنب المجفف، فهو منشط ومقوٍ ويسكن الآلام ويشفى من أمراض الصدر والمسالك البولية والقصبة الهوائية
وقد عرفت فوائد ‘ورق العنب’ وقوته الشفائية منذ القدم، خاصة فى علاج أمراض الجهاز الهضمى، كما يستخدم مغلي أوراقه المجففة فى حالات الدوسنتاريا والإسهال واضطرابات الجهاز الهضمى، والمفاجأة هى فى استخدام ‘زيت بذور العنب’ والذى يباع بأسعار مرتفعة جدا لأنه غنى بفيتامين (هـ) وهو فيتامين الخصوبة والحيوية، و85% من الدهون غير المشبعة التى تحمى من أمراض القلب. منقوله
مع تحياتي وعود66