من يفشل كزوج ليس بالضرورة ان يفشل كأب 2024.

من يفشل كزوج ليس بالضرورة ان يفشل كأب وكذلك الام قد تكون افضل مربية عندما تنفصل عن الزوج

يخطئ الكثير عندما يظن ان تربية الابناء وتوفير بيئة صحية ونفسية وتربوية لهم هي رهينة بقاء الزوجين تحت سقف واحد
فتضطر الزوجة مثلا لتحمل اذى الزوج واهاناته وسوء خلقه ، وقد تدفع من نفسها وصحتها وعمرها الكثير ظنا منها انها تقدم شئ جيد لاولادها
الامر لم يتوقف على ان تربية الابناء قد تكون جيدة وقد ينشؤون اصحاء نفسيا وخلقيا ببعد والديهم بل امتد لمعضلة وهي التأثير السلبي عليهم في حال بقاء شريكين لا يصلحان لبعض تحت ذريعة تربيتهم والحفاظ عليهم

ان الانسان بطبيعته يحتاج لجو صحي حتى يستطيع العطاء والبذل
والتربية احد وجوه العطاء

ان لم يتوفر الجو الصحي والنفسي السليم لها لن يستطيع الاب او الام ، بل لن يجدا الطاقة الكافية لتربية ابنائهم وتعليمهم والاهتمام بهم وبذلك يمتد فشلهم كشريكين الى فشلهم كأم وأب ، مربي ومربية
ليس سوءا او نقصا فيهم بالضرورة
لكن لانهما يستهلكان طاقتيهما لاصلاح جوانب اخرى او تهدئتها
يأخذان وقت اضافي اخر للتنفيس او يدخلان في دوامة اكتئاب وهذا اكبر مؤثر على نفسية الابناء

للانفصال تبعاته ، نعم ولا احد ينكر ذلك
لكن جوهرها غالبا لا يكون ظاهرا امام الابناء ولا متمثلا بصراخ وخناقات وتوتر
الانفصال طابعه السكون والهدوء وهو – وان لم يكن كافيا – فعلى الاقل لن يسبب الضرر
ويستطيع الاب او الام تلافيه عندما يبذلان جهد في توفير بيئة سليمة ومحفزة لا بنائهم كل منهم على حدة
للأب بيئته وجوه الخاص والام لها بيئتها الأخرى

تقبل امر الانفصال بروح جيدة لتنعكس على الابناء ففشل الزوجين ليست مشكلة الاطفال وليس لهم فيه ذنب
والاب والام مسؤولين امام رب العالمين عن ابنائهم
كما ان الطلاق قد يحدث لاكثر الناس اخلاقا وعلم وصبر عندما لا يتوافقون مع شريك مناسب

وضع الابناء بصورة واضحة وجيدة لموقفهما على حسب اعمارهم
ان الصورة السيئة التي قد يعطيها الاب او الام لابنائهم عن بعضهم لها اكبر الاثر على الابناء مهما كانوا صادقين في ذلك ومهما بلغت حدة الامور بينهم
الابناء دائما منطقة محايدة ، يستحقون افضل ما يمكن ان يقدمه ابويهم لبعضهم
لانريد ان نكون مثاليين في ذلك ، لكن ضرورة الاحترام ومنح صورة حسنة لكليهما عن الاخر هي ابسط ما يقدمه الاباء لابنائهم

التواجد المتبادل للابناء بين والديهم بشكل مستمر ومتكافئ ومريح كفيل باستقرار نفسياتهم وردم الهوة التي قد يخلقها الشعور بالنقص جراء انفصالهم

حتى نكون اكثر واقعية وقرب ، قد يكون احد الابوين سئ ، وقد يهتك ستر الاخر امام ابناءه وليس للطرف الثاني هنا اي يد للتدخل
ولهذا اكبر الاثر على الابناء فلا يسع الطرف الاول سوى الصبر وتعويض ماقد يحدث للابناء جراء هذا بالتوعية والقرب النفسي وتعزيز الثقة بانفسهم